فى إحدى الجلسات التي كان الدكتور احمد زويل مدعو فيها على الغداء ومعه مجموعة من المفكرين قامت بدعوتهم موسسة الشروق فى مصر على شرف الدكتور احمد زويل قام العالم الكبير د احمد زويل بمناقشة فكرية عن مجالات التقدم العلمي أو بمعنى أدق عن الدروب التي تسير فيها البحوث العلمية فى الدول الأكثر تقدما ولقد تحدث كثيرا عن الفضاء والطاقة وغيرها من المجالات العلمية وفى الحقيقة كل ما قاله الدكتور زويل مفيد للغاية ويستحق أن نضعه فى صفحات مزركشة بماء الذهب ولكن ولعدم قدرتنا على ذلك ولعدم قدرتنا على الحديث عن كل ما قاله د احمد زويل لن نتحدث إلا عن جزئية صغيرة قد تقترب قليلا من الموضوع الرئيسي الذي نهتم به وهو التوحد .
فلقد تحدث الدكتور احمد زويل عن التقدم العلمي فى المجال الطبي والطريق الذي يسلكه العلم فى هذا الاتجاه ويرى الدكتور احمد زويل انه وفى خلال فترة قصيرة سوف يصل العلم إلى مرحلة يصبح الفرد فيها قادرا على ان يحمل الخريطة الجينية الخاصة به على card memory وهنا من الممكن للطبيب أن يقوم بإدخال الكارت إلى الكمبيوتر فيتعرف على المرض بل من الممكن أن يقوم الفرد بإرسال هذا الكارت إلى الطبيب فيتعرف على المرض بدون رؤية المريض بل من الممكن لنا أن نصل إلى مرحلة أكثر تقدما فيقوم الفرد بإرسال الكارت إلى اى جهة علمية متخصصة فى المجال الطبي فيستطيع الفرد من التعرف على الأمراض التي من الممكن أن تصيبه فى المستقبل فيتم تقديم أساليب للوقاية من هذه الأمراض بدلا من الانتظار حتى مرحلة الإصابة بالمرض . بالطبع هذا الكلام رائع جدا ومفيد جدا فى المجال الطبي ولكن ماذا عن الميدان الذي نعمل فيه ماذا عن ذوى الاحتياجات الخاصة ؟ ماذا عن التوحد؟ بالطبع هذا التقدم الذي سوف يحرزه العلم سوف يساعدنا على أمور عديدة فمن الممكن لنا معرفة الجينات الوراثية التي تتسبب فى ولادة أطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة وبالتالي يتم تقليص الأعداد بنسب كبيرة كما أن الخريطة الجينية سوف تساعدنا فى معرفة الأمراض التي قد تصيب الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة وبالتالي سوف تجعلنا قادرين على وقاية هذا الطفل من العديد من الأمراض التي قد تودي إلى تدهور حالته الصحية وبالتالي توثر على قدراته.
ولكن هذا التقدم المذهل أثار فى نفسي العديد من الأسئلة التي أجاب عقلي عن بعضها ومازال بعضها عالقا أمام عيني ينتظر الإجابة من الآخرين . بعضها خاص بمجال ذوى الاحتياجات الخاصة وبعضها يتعلق بالعديد من الأمور الاقتصادية والسياسية والفلسفية بل وحتى الأمور الدينية.
وبالطبع لا المكان ولا الوقت يسمح بمناقشة كل هذه الأمور ولذلك سوف يقتصر الحديث على ذوى الاحتياجات الخاصة وعلى المجال السلوكي فقط.
وهنا يحق لنا أن نتساءل عن المجال السلوكي وهل هذه الخريطة الجينية سوف تكون قادرة على قراءة المستقبل السلوكي للطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة هل يمكن لنا أن نتنباء بالطريقة التي سوف يكون عليها سلوك الطفل فى المستقبل وبالتالي نقوم بعملية وقاية للطفل بالقيام بعملية تعديل سلوك وقائي للطفل فى المستقبل كما يحدث من أساليب وقاية فى المجال الطبي ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك وكيف يمكن أن نستنبط من خلال الخريطة الجينية سلوك الفرد فى المستقبل وهل لو حدث ذلك نكون قد أهملنا دور البيئة والضغوط التي يتعرض لها الفرد بصفة عامة وذوى الاحتياجات الخاصة بصفة خاصة من البيئة والمجتمع وتأثير كل ذلك على سلوكه . بالتأكيد هذا سوال مثير لنا جميعا .
هل من الممكن لنا فى المستقبل أن نكشف السلوكيات التي من الممكن أن يسلكها طفل التوحد فى المستقبل بالرغم من الغموض الذي يكتنف هذا المرض وبالتالي نكون قادرين على التحكم فى سلوك ومهارات هولا الأطفال وتطويعها بطريقة تلاءم البيئة التي يعيش فيها الطفل .
بالطبع هناك العديد من الناس من الممكن أن ترد على وتقول هل من الممكن أن يتقدم العلم كل هذا التقدم وفى نفس الوقت لا يصل إلى علاج شافي فى مجال التوحد ؟ بالطبع أنا لا أقول ذلك ولا استطيع أن أقول ذلك ولكن أقول انه حتى لو وصل الطب إلى علاج شافي للتوحد فسوف تظل أمامنا نقطة رئيسية وهى أن طفل التوحد عند شفاءه من المرض سوف يعانى من عجز فى بعض المهارات التي كان غير قادرا على تعلمها خلال فترة المرض وهناك أيضا بعض السلوكيات التي تعود على ممارستها إثناء فترة المرض ولا يعرف غيرها وبالتالي سوف يحتاج الى بعض العلاج السلوكي لسد العجز فى المهارات ولتعليمه بعض السلوكيات وإطفاء بعض السلوكيات والخلاصة انه سوف يحتاج إلى العلاج السلوكي وبالتالي لا بد أيضا من التقدم فى هذا المجال على نفس مستوى التقدم فى المجال الطبي فى الحقيقة هناك مئات الأسئلة التي أثارتها فى نفسي محاضرة الدكتور احمد زويل ننتظر من العلم إجابات شافية عليها