مُعاق ونظراتكم تقتلني .,.بقلـــمي.,.

مُعاق ونظراتكم تقتلني


في ظلمات الليل وفي وضح النهار وفي سواهما تكن صرخاتي وآهاتي


تُسكب آهاتي وعبراتي


مٌعاق ولكن نظراتكم تقتلني


،*


في ممرات المدرسة وفي أسياب الجامعة وفي الطرقات تحملني عربتي


ينظر لي الناس على أني غريب نظرات شفقة تقتلني وهُناك نظرات سخرية تكاد تنحرني والحزن يعصرني


أ لستُ إنسان مثلكم ؟!


لما تلك النظرات المُبالغة في الشفقة وتلك السخرية ؟!


مُعاق أنا وأفخر بإعاقتي ، أوتيت ما لم يؤتى صاحب الجسد السليم.


أنظروا لصاحب الجسد السليم ابن الجار الذي أمام منزلي صاحب الجسد المعافى


كيف ينظر لي بنظرات مُشفقة تقتلني لما كل هذا يا سليم الجسد


أنا حقاً معاق غير أني لا أتخلى عن صلاتي صاحب الجسد المعافى لا يخرج في ظلمات الليل ليصلي الفجر في جماعة وأنا الذي يصعب عليّ الخروج أجاهد نفسي رغم ما أتعرض له من نظرات إلا أني لا أتوانى عن الخروج لصلاة الجماعة.


أحبتي على من نشفق ؟!


أ على مُعاق مثلي ؟


أم على سليم الجسد الذي ضيع الصلوات ؟


أعتدت على هذه النظرات وتلك الإحراجات رغم ذلك كونت أصدقاء وكانوا سليمو الجسد كُنا نذهب لبعض المطاعم والمنتزهات ، وكان أحدهم يقول لي وكأنه مُستثقلاً المرور كل يوم ليأخذني
( أنت لولا أن نمر عليك ونأخذك معنا لكنت مثل النساء في المنزل ) ،


لم تكن كلماته بمثابة الصفعة على وجهي بل بمثابة الرصاصة التي أخترقت جسدي تمالكت نفسي حينها وقررت أن لا أخرج معهم بعدها ،


بعد أشهر من هذا الموقف المؤلم سمعت بخبر صاحبي ذاك الشاب الذي جرح قلبي وما أصابه بعد حادث أليم
( لم أكن أتمنى له ذلك مهما فعل بي )


أصبح صاحبي لا يتحرك لا يستطيع حتى إطعام نفسه ، كُنت معه أُطعمه وأُسقيه


ويا ليتني أستطيع حمله ، بعدها قال لي صاحبي أعتذر عن تلك الكلمات التي قلتها لك قلت نسيتها ( وهي في قلبي تتردد على مسامعي في البيت كــ النساء )


أحبتي المُعاق مُعاق الفكر لا مُعاق الجسد


مُعاق حين لا يستطيع أن يرضي ربه


مُعاق حين لا يستطيع أن يخدم من هم بحاجته


هذه قصة من مُخيلتي ومُقارنتي بــ سليم الجسد والمُعاق