الدكتور ناصر العبيد
جدة - صلاح الشريف:
تحت ظلال التسابق في كل شؤون الحياة تطور العالم برمته في تقنياته ومستحدثاته الالكترونية يوما بعد يوم وتجاوبا مع حاجات الناس ورغباتهم التي تلهث وراء كل جديد.. ومن ذلك ماكان من انواع الالكترونيات الرئيسة والترفهية المنوعة سواء على مستوى الكبار من الناس او صغارهم.. ولعلنا في جانب الاثر السلبي لهذه الالكترونيات يكون لنا الحديث الذي يبدأ به الدكتور ناصر العبيد فيقول لعلي ابتداء استفتح بخبر بيع 20 مليون نسخة لإحدى الشركات المنتجة لشيء من هذه الالعاب الالكترونية والتي تعد من أشهر صانعي الألعاب في العالم في تأطير العقل والإجرام، شركة من بين الشركات التي تربح أرباحاً عالية جداً ببرامج ومواد يغلب عليها تربية اللاعبين فيها والمشاهدين لها على الوحشية والعنف والقتل، لاعتمادها المباشر على فكرة الجريمة والقتل والدماء، حتى إن من أسمائها: (ليلة العفاريت) (روبي آكل اللحوم) وليس هذا فحسب بل انه يكثر فيها إشاعة الصور العارية للأجساد والاخلاق بدعوى أنها لعبة: كلعبة (قتل العاريات) وألعاب المصارعة التي حشرت فيها المصارعات وهن كاسيات عاريات! ولعبة أخرى تسمى martal kombat تصور أحد أبطالها وهو يفصل رأس الضحية عن جسمه، والآخر يصعقه كهربائياً وألعاب تسمى (سوبرمان) و(بات مان) و(ميكي ماوس) و(سندريلا) وغيرها لنسأل بعد ذلك كم من طفل ستتهيأ شخصيته للانحراف والفساد من جراء مشاهدة هذه الأفلام والألعاب التي تصور الكذب والخداع والمراوغة على أنها خفة ومهارة.. وتنزع الحياء والأدب من قلوبهم!
واضاف العبيد ان مكمن الخطورة الحقيقي ليس في السلوك فحسب، وانما في اثر التغير العقدي والفكري الذي نخشاه على جيل ونشئ هو في حقيقة الامر وليد ما هيئناه له في يوم من الايام.. اذ ان السلوك جزء من كل... وحتى نعرف القصد من هذا احيلك الى ما اشارت اليه إحدي الدراسات التي أعدتها الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية والثقافية بالجامعة العربية من أن اسرائيل تبدي اهتماماً كبيراً بصناعة لعب الأطفال التي تاخذ أشكال الاغتيالات وأعمال القناصة، وتسعى للسيطرة على هذه السوق وتصدير إنتاجها للدول العربية التي تعد من أكبر الأسواق استهلاكاً لها، مستهدفة بذلك عقول أطفال العرب وأفئدتهم.. ويثبت مصداقية هذه المعضلة التي يواجهها أطفالنا وجود إحصائية بينت أن 68% من الأطفال العرب تقل أعمارهم عن 10 سنوات لا يعرفون صحابيا جليلا اسمه (خالد بن الوليد) في حين ان الشخصية التاريخية التي هي مثالا للبطولة والشجاعة عندهم هي الفلم الكرتوني: جراندايزر!! ولك ان تتفكر كيف كانت شخصيته في تلك البرامج من حرب وعدوان..
1000 ساعة
وقال الدكتور ناصر العبيد: لقد ذكر بعض الباحثين أن الأطفال يجلسون أمام تلك الوسيلة ومماثلها من القنوات الإعلامية المتحركة 1000 ساعة سنوياً، ثم عشرة آلاف ساعة خلال سني المرحلة الابتدائية والمتوسطة، أي ما يعادل نصف ما يجلسونه في حجرة الدراسة ومحاضن التعليم، وهذا مؤشر خطير لأن هذه المرحلة من العمر هي مرحلة الحيوية والتلقي وحفر العادات والسلوكيات كما ذكرنا آنفاً! وهذا غيض من فيض عن وسيلة واحدة من وسائل الترفيه لدى الأطفال، فكيف إذا بسطنا الحديث عن تكملة المثلث الخطير المكمل للألعاب الالكترونية وهي الحاسب والفضائيات التي يتعاطاها الأطفال؟؟! خاصة إذا علمنا أن 63٪ من الناس لديهم القنوات الفضائية فضلا عن الحواسيب التي لايكاد يخلو بيت منها! انطلاقا من القول باننا لا يمكن أن نحرم أبناءنا أن يعيشوا زمانهم، وأن يكونوا أبناء عصرهم..
واشار الى ان المقصود بهذه اللفتة التي تتعلق بتقنيات الاطفال الالكترونية واثرها الحقيقي على السوك والافكار.. ليجعلنا نؤكد ان العنف المتوقع قليلا كان او كثيرا ما هو الا وليد هذه المتضاربات والصرعات الالكترونية المباشرة وغير المباشرة التي يعيشها الكبار والصغار، وقال اذا كان الابناء يتربون على هذه الافلام الشرسة جملة وتفصيلا وينقطعون في الوقت نفسه عن الخير الحقيقي وعن التواصل بابائهم وامهاتهم واقربائهم، فنهارهم في المدارس ويومهم بين الالعاب المهلكة، وباقية الى النوم المعتاد، فبالله متى يوجهون وينصحون..
سلاح ذو حدين
ومن جهتها قالت الأستاذة سميرة الغامدي أخصائية اجتماعية بدار الحماية بجدة أصبحت وسائل الإعلام سلاحا ذا حدين والإعلام بوسائله الحديثة وبرامجه المتنوعة إنما يصدر عن تصورات وأفكار ومبادئ تعمل على إحداث تغير مقصود في المجتمع المستهدف ليس في دائرة محددة أو مجتمع بعينه، بل يحدث ذلك على المستوى العالمي مغطياً البشرية في كل أرض وتحت أي سماء أصبح العالم كله عبارة عن قرية واحدة تعيش الحدث وتتلقى الخبر في وقت واحد وزمن مشترك عن طريق وسائل الاتصال المختلفة.
واضافت ان الأطفال من عمر 14 شهرا يقلدون ما يشاهدونه عبر التلفاز.
إن مشاهدة الأفلام العاطفية، ومنها الجنسية هي في المرتبة الأولى، وأن مشاهدة الأفلام البوليسية يأتي في المرتبة الثانية، وكما أكدت الدراسات العلمية،.
ومن هذه الإحصائية ندرك أهمية العمل الإعلامي في تكوين السلوك العاطفي والغريزي، والإقدام على تقمص شخصيات أبطال الأفلام والمغامرات.
لم يعد هناك اختلاف حول الدور المتعاظم الذي تقوم به وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر نحو شعوب العالم، فقد أصبح الإعلام قادراً على البناء قدرته على الهدم.. قادراً على ترسيخ القيم أو زعزعتها. وذلك وفق مصدر الرسالة والمضمون الذي يحمله سلباً أو إيجاباً.
وقالت ان أطفالنا أكثر متابعة لبرامج التلفاز من أمثالهم في المجتمعات الغربية وتعد مسألة مكوث الأطفال أمام الشاشات لوقت طويل واحدة من أكبر المشكلات التي يشتكي منها الآباء والتي لا يكاد يخلو منها بيت في مجتمعنا المعاصر وسبب إقبال أطفالنا في العالم العربي على برامج الأطفال أكثر من غيرهم وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه الأطفال في الوقت الحاضر وعدم توفر البرامج والنشاطات الأخرى وعدم عناية الوالدين بالأطفال واستخدامهم للتلفزيون كوسيلة للراحة من الطفل وإزعاجه. وكذلك وفرة القنوات التي تتبارى في كثرة ما تقدمه من البرامج الجذابة.
البحث العلمي الموجه للأطفال في العالم العربي والإسلامي لا يزال يواجه مشكلات ومعوقات هائلة، ويكفي أن نعرف أن ما ينفق على البحث العلمي في الوطن العربي لم يتعدَ خمسة بلايين دولار فقط بما يمثل 1/ 170 مما تنفقه الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن مجموع ما تنفقه الدول العربية على البحث العلمي لا يزيد على واحد في الألف من إجمالي الناتج القومي. ومن المشاركين الأستاذة الإعلامية تهاني الجهني والتي ترى ان الاعلام يضخم مسالة العنف الاسري بطريقة قد تكون سلبية اذا اهملت جوانب مختلفة ومن اهمها الجانب المضيء في تلك المسالة وعدم تسليط الضوء على كيفية علاج المشكلة والبحث عن اسبابها الحقيقية. «وتضيف من ناحية اخرى لا بد ان تطرح المسالة ومناقشتها مع الاطراف المسئولة في الدولة عن حقوق الحماية الخاصة للمراة والطفل من سن قوانين تعزيرية تردع من تسول له نفسه الايذاء الوحشي لهدم اسرته».
منقول من جريدة الوطن