اختراعات شباب النادي العلمي تخفف معاناة المعاقين
أكثر من خمسة عشر اختراعا تبحث عن النور
• أجهزة لمساعدة الصم وماوس للكمبيوتر يتحرك بالقدم وهاتف يعمل بنفخ الهواء
تحقيق - مجدي صالح
يمكن للمرأة الصماء أن تسمع بكاء طفلها الصغير.. كما يمكنها أن تسمع صوت المنبه للاستيقاظ من النوم كما يمكن للشخص الضرير أن يتعرف علي الطريق الذي يسير فيه بسهولة.. ويستطيع الشخص الأصم أيضاً أن يسمع جرس الباب.. ويستطيع أن يسمع صوت السيارات التي تسير في الشوارع المحيطة به أثناء قيادته للسيارة ..كما يمكن للمعوق ببتر اليدين أن يحرك (mouse) الكمبيوتر الفأرة .. كما يمكن أن تعرف الأم الصماء ما إذا كان طفلها الصغير قد غادر الفراش أم لا.
كل هذا كان نتيجة مجهود وإبداع شباب النادي العلمي الذين لم يتوانوا عن تقديم الدعم لأبناء مجتمعهم ممن أصيبوا بإحدى الإعاقات .فراحوا يبتكرون من الأدوات والأجهزة المختلفة ما يمكن من تخفيف حدة الإعاقة التي أصابت أخوانهم المعاقين.
فلم يعد النادي العلمي القطري ساحة لرصد الاكتشافات العلمية الجديدة والمواهب الحقيقية في مجال العلوم والتكنولوجيا وحسب ولكنه استطاع في الفترة الأخيرة أن يحقق انجازات علمية أخري في مجال رعاية ذوي الإعاقة الذين كان لهم نصيب واسع في هذا المجال.
ففي الفترة الأخيرة حقق شباب النادي العلمي عدة نجاحات في مجال الاختراعات التي تؤدي إلى تيسير الحياة لذوي الإعاقة علي اختلاف إعاقاتهم سواء كانت سمعية أو بصرية أو حركية.
واستطاع شباب النادي العلمي أن يساهموا في تخفيف حدة آلام الإعاقة علي من ابتلاهم المولي عز وجل بهذه الابتلاءات. وبلغ عدد الاختراعات التي سجلها شباب النادي العلمي حوالي خمسة عشر اختراعا جميعها يساهم في تخفيف عبء الإعاقة ، وتضمنت الاختراعات تسهيل حدة الإعاقة علي المبتلين بها.
وكان عدد من شباب النادي العلمي قد أكدوا علي إن قيامهم بعمل هذه الاختراعات يأتي من منطلق حرصهم علي التخفيف من آلام إخوانهم المعاقين. خاصة إن الإعاقة ابتلاء يمكن أن يصاب بها أي إنسان في أي مرحلة من مراحل العمر. وتحدث نتيجة التعرض لأي حادث أو مرض.
وكانت الاختراعات التي تم تسجيلها في النادي العلمي مؤخرا قد لاقت استحسانا من عدد من المهتمين بشؤون المعاقين وطالبوا بضرورة دعم هذه الاختراعات وإخراجها إلى حيز النور حتي يتسنى للمجتمع الاستفادة منها.
ومن بين الاختراعات التي كان لها دور في تخفيف حدة الإعاقة عن المعاقين اختراع الماوس الذي يعمل بالقدم وهو من فكرة المخترع الشاب علي محمد النعمة وهو شاب قطري يبلغ من العمر 19 عاما وهو عبارة عن فأرة تحكم للكمبيوتر توضع داخل الحذاء بحيث يتم التحكم فيها عن طريق أصابع القدم.
وهو يستعمل لاستخدامات ذوي الإعاقة بحيث يستخدم بالقدم بدلا من اليد وتكلفة الاختراع لا تتعدي ال 100 ريال.
وهناك جهاز مساعدة المعوق في تثبيت يده وهو من فكرة وتصميم وتنفيذ الشاب جاسم عبد الرحيم السادة وهو جهاز يقوم بربط المعوق بيده بالإضافة إلى دائرة إنذار صوتي تعمل في حالة ميل الجهاز.
وعندما يحدث أن تقع يد المعوق في حالة عدم ثباتها خاصة أثناء الكتابة يقوم الجهاز بإصدار تنبيه صوتي للمعوق حتي تثبت يده في الوضع الصحيح.
وأهم استعمالات هذا الجهاز هو مساعدة المعوقين علي ضبط اليد أثناء الكتابة ، أما تكلفة المشروع فهي لا تتجاوز 200 ريال فقط .
وهناك عدة أجهزة قام باختراعها الشاب إبراهيم عبد الرحمن 20 سنة لخدمة ذوي الإعاقة خاصة من الصم ومن بين الأجهزة التي قام باختراعها إبراهيم جهاز جرس الباب للأصم وتم تنفيذ التصميم للجهاز بعمل نموذج لمنزل وجهاز إرسال وجهاز استقبال ودائرة اهتزاز.
والجهاز عبارة عن دائرة إرسال لا سلكي عند الضغط علي جرس الباب تبدأ دائرة المستقبل بالعمل وتعطي اهتزاز للأصم واهم استعمالات هذا الجهاز هو مساعدة الأصم علي معرفة هل هناك احد بالباب أم لا، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 350 ريالاً.
كما يوجد جهاز آخر لجرس الباب للأصم من فكرة وتنفيذ إبراهيم عبد الرحمن وهو يستبدل خاصية الاهتزاز بخاصية الميكروفون التي كانت في الجهاز الأول وهو عبارة عن دائرة إرسال لاسلكي عند الضغط علي جرس الباب تبدأ دائرة المستقبل بالعمل وتعطي اهتزازاً للأصم فيتنبه ويدرك إن هناك أحداً لدي الباب. وتبلغ تكلفة المشروع أيضاً حوالي 350 ريالاً.
كما قام إبراهيم عبد الرحمن باختراع جهاز آخر لتنبيه الأصم بالأصوات التي تدور خارج السيارة التي يقودها.
وهذا الجهاز ميكروفون ودائرة مكبر صوت ودائرة تنبيه لوجود الصوت، ويعمل الجهاز عند وجود أصوات عالية خارج السيارة ويقوم بتنبيه الأصم.
واهم استعمالاته هو مساعدة الأصم وهو داخل السيارة بادراك ما يدور حوله، أما تكلفة المشروع فهي تبلغ حوالي 300 ريال قطري.
قام إبراهيم عبد الرحمن أيضاً باختراع جهاز لقياس شدة الصوت للأصم أيضاً وهذا الجهاز عبارة عن ميكروفون ودائرة تكبير للصوت ودائرة تحويل الصوت إلى ضوء تتغير قوته حسب شدة الصوت.
ويقوم هذا الجهاز بتعليم الأصم النطق باستخدام الميكروفون وملاحظة الإضاءة حتي يتسنى له زيادة أو خفض الصوت تحت إشراف المدرب أو المشرف المسئول.
واهم استعمالات هذا الجهاز في الأغراض التعليمية حتي يتمكن من مساعدة الأصم علي الإخراج الصحيح للصوت. وإجمالي تكلفة المشروع تبلغ حوالي 300 ريال قطري.
كما توجد اختراعات أخرى لخدمة الصم منها جهاز لتنبيه الأم الصماء بمغادرة ابنها لفراشه. حيث يقوم الجهاز في هذه الحالة بإرسال ذبذبات معينة لا سلكية للأم عن طريق جهاز يتم وضعه في معصم الأم الصماء أثناء انشغالها في عملها أو ثناء وجودها في مكان بعيد عن مكان الطفل.
وفي هذه الحالة يقوم الجهاز بإرسال الذبذبات للام حتي تتنبه للخطر الذي يمكن أن يصيب الطفل في حالة تركه لفراشه.
كما تم اختراع سجادة لحماية الأطفال من الخروج إلى الأماكن الخطرة بحيث إذا قام الطفل بالخروج من الغرفة ومشي علي السجادة الصغيرة الموضوعة أمام الباب قامت السجادة بإرسال ذبذبات إشارة إلى الأم فتتنبه إلى الخطر الذي يمكن أن يصاب به الطفل إذا خرج للشارع أو خرج من غرفته.
قام إبراهيم عبد الرحمن أيضاً باختراع جهاز لقياس قوة الساقين وهو عبارة عن دراجة ثابتة ومولد كهرباء صغير ومنظم الكتروني بالإضافة لعمود إضاءة.
اما طريقة عمل الجهاز فتكون عن طريق توليد تيار كهربائي عند استعمال بدالة الدراجة لينتقل هذا التيار إلى المنظم الالكتروني ليقوم بدوره باختيار الإضاءة علي العمود التي تتناسب مع سرعة التبديل وكلما ازدادت هذه السرعة تضيء اللمبة الموجودة اعلي العمود كما يمكن ضبط قوة الضغط علي البدالة بما يتناسب مع قدرة الشخص.
ومن أهم استعمالات هذا الجهاز هو العلاج الطبيعي لمعرفة تطور قوة الساقين بالمنزل ومتابعة هذه القوة بشكل يومي. وتكلفة هذا المشروع تبلغ حوالي ألف ريال قطري.
أما بالنسبة لمرضي الصرع فقد قام المخترع راشد علي محمد باختراع جهاز إنذار عند الإصابة بنوبة الصرع، وهذا الجهاز مكون من مفتاح تحسس ودائرة تنبيه الكترونية.
والجهاز يعمل عن طريق إعطاء إنذار عندما يصاب الشخص بحالة صرع حيث يتم وضع قطعة حساسة في يد المريض للتحسس بحالة التشنج.
واهم استعمالاته انه يقوم بإنذار مريض الصرع بقرب حدوث نوبة الصرع للمريض وتكلفته تبلغ حوالي 200 ريال قطري.
كما يوجد جهاز تليفون يقوم بطلب الرقم المطلوب لفاقدي الإطراف عن طريق النفخ فيه دون استخدام أصابع اليد في ذلك بحيث يقوم الشخص المعوق بالنفخ علي الأرقام المطلوب الاتصال عليها دون أن يلجأ لاستخدام أصابع يده في ذلك.
كما قام الشباب باختراع نظارة للمكفوفين تقوم هذه النظارة بحماية الكفيف من أذي الأشعة التي يتعرض لها كما إن النظارة لها عدد من المزايا الأخرى التي تنفع الكفيف في ممارسة حاجياته اليومية بسهولة ويسر.
وما يزال عباقرة ومخترعي النادي العلمي يقومون باختراع المزيد من الأجهزة والاختراعات الحديثة التي تيسر علي الإنسانية والبشر سبل الحياة وتجعلها أكثر سهولة ويسر
نقلا