طفل حديث الولادة ينزف حتى الموت لأن الطبيب مشغول
الرضيع جوشوا تيتكومب (الرياض)لندن – خاص:
كشف أب مكلوم بحرقة ومرارة عن كيف أنه فقد ابنه حديث الولادة الذي ظل ينزف حتى الموت في أحد المستشفيات إثر سلسلة من الأخطاء التي اقترفها العاملون بالمستشفى. فقد توفي جوشوا تيتكومب عن عمر لا يتجاوز تسعة أيام نتيجة عدوى عامة التقطها من أمه وكان بالمقدور علاجها بمضادات حيوية.
وأشار جيمس تيتكومب إلى أنه وزوجته هوا ناشدا العاملين بمستشفى فيرنس العام في كمبريا بأن يعالجوا جوشوا بالمضادات الحيوية، إلا أنهم أفادوهما بأنه يبدو بصحة جيدة ولا يحتاج حتى لمقابلة الطبيب. وقال جيمس ( 31 عاماً ) إنهما أُحيطا علماً بأن طبيب الأطفال "مشغول جداً لدرجة أنه لا يستطيع مقابلتهما"؛ بيد أن حالة الطفل الوليد ساءت كثيراً فيما بعد مما استوجب نقله لاحقاً عن طريق الإخلاء الجوي إلى مستشفيين آخرين، حيث يظل ينزف بغزارة قبل أن يفارق الحياة بعد أن أتلفت العدوى رئتيه. وكانت هوا تيتكومب (32 عاماً ) وتعمل في مجال العمل الخيري قد ذهبت إلى المستشفى بعد أن داهمتها آلام المخاض على حين غرة قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد للولادة إثر شعورها بأنها ليست على ما يرام. وبعد ساعات من ولادة جوشوا، انهارت الأم نتيجة إصابة عدوى فتلقت لأجلها علاجاً بمضادات حيوية؛ ولكن بعد أن انخفضت درجة حرارة جسم جوشوا وهبطت إلى مستويات متدنية، توسل والداه إلى العاملين بالمستشفى لكي يعرضوه على طبيب؛ فلم تَجِد توسلاتهما آذانا صاغية من القائمين على المستشفى ولم تُجد تلك التوسلات في حملهم على عرض الطفل على الطبيب. ووصف جيمس ذلك قائلاً: "لقد كانت مخاوفي تجاه جوشوا كبيرة. وقد سألتهم مراراً وتكراراً عما إذا كان يحتاج إلى مضادات حيوية فاندهشت جداً عندما أخبروني بأنه لا يحتاج لشيء من ذلك. ولم يكن أمامي أي خيار سوى أن أثق بما قيل لي." وأصبح من الواضح في اليوم التالي أن جوشوا ليس على ما يرام بالمرة وعندها فقط صرفت له مضادات حيوية قبل أن يتم نقله عن طريق الإخلاء الطبي الجوي إلى مانشستر وبعد ذلك إلى نيوكاسل. وفي هذا الخصوص تحدث جيمس فقال: "في اليوم التالي لولادته جئت إلى المستشفى لأخذ زوجتي ومولودها إلى المنزل وعندها اكتشفوا أنه لا يتنفس بصورة طبيعية. وكان هذا بمثابة صدمة كبرى. وقد أخبرونا بأنه يعاني من مشكلة في القلب وكذلك في المريء. وكانت تنتابني شكوك طوال الوقت في أنه مصاب بذات العدوى التي أصيبت بها أمه." في نيوكاسل أفاد الاستشاريون بأن مشكلة جوشوا تمثلت في الإصابة بعدوى جرثومة ذات الرئة الفصية والتي لم يتم علاجها وهي نفس الحالة التي كانت تعاني منها أمه. وقد توفي جوشوا بعد أسبوع من نقله إلى نيوكاسل وكان وقتها يعيش على جهاز إنقاذ الحياة. وقد أفاد والداه اللذان لديهما أيضاً ابنة في سن الرابعة بأنهما في غاية الاستياء والغضب لأن السجلات الطبية الخاصة بابنهما في مستشفى فيرنس اختفت في ظروف غامضة. وطالبا هيئة تحقيقات الخدمات الصحية بفتح تحقيق في الحالة. ففي هذا الصدد تحدث جيمس بقوله: "إن جدول مراقبة حالته الصحية والذي شاهدته عندما كنا في المستشفى ضاع ولم نجد تفسيراً لذلك. وإن كل ما من شأنه أن يفضي إلى الكشف عن هوية الأفراد الذين ارتكبوا أخطاء بحقه قد اختفى بطريقة غريبة ومريبة. فقد كان من الممكن أن تنطوي تلك السجلات على كثير من الأسئلة التي تدور في أذهاننا." وأردف يقول: "إن الأخطاء التي أدت إلى موت جوشوا لا ينبغي لها بأي حال أن تمر مرور الكرام دونما أدنى مساءلة."