سلوكيات التوحدي ...
التوحد وخصائص السلوك ....
سلوك التوحديين الخصائص السلوكية لدى التوحد
من أهم تلك الخصائص قصور كمي وكيفي في التفاعل الاجتماعي وهي سمة تميز كافة أطفال التوحد ولكن ربما بدرجات تختلف من طفل لآخر لدرجة غياب ارتباطه أو انتشاره حتى لأبويه وليس فقط للآخرين ففي طفولتة غالباً ما لا تبدو على وجهه البسمة أو توقع الفرح والتهليل عندما يلتقطهأو يحلمه أو يحتضنه والده أو والدته، كما يغيب تلاقى العيون من جانبه مع أي منها أو غيرها فهو يتجنب تماماً التلاقي أو التواصل بالعيون الذي يميز أفراد البشر عندما يتحادثون، ففي مرحلة النمو الاجتماعي للطفل الذي يعاني التوحد تغيب تماماً مظاهر الترابط والصلة الطبيعية التي تظهر في الطفل السليم نحو أبويه وأفراد أسرته Attachment Behavior إلا في حالات نادرة للغاية وبعد تدريب طويل... بل وغالباً ما لا يبدو على طفل التوحد أنه قادر على أن يتعرف أو يميز الأشخاص المهين في حياته أو المخالطين له من أخوة أو مدرسين أو جيران أو رفاق، كما لا يبدو على معظم أطفال التوحد أى حزن أو غضب أو حتى ضيق عندما يفارقهم آبائهم أو أخوتهم أو رفاقهم أو حتى حينما يتركونهم وسط أفراد أغراب لا يعرفونهم فلا يبدون أي قلق.
وعند التحاق طفل التوحد بالمدرسة تخف تدريجياً بعض تلك السمات الإنسحابية التي حد ما وخاصة إذا كانت حالة التوحد التي يعانيها الطفل حالة خفيفة أو متوسطة الشدة... ومع هذا يظل عزوفهم عن مشاركة أقرانهم في اللعب واضحاً كما تستمر بعض تصرفاتهم الفجة أو الغريبة وعجزهم عن تفهمهم لمشاعر الآخرين.
ومع تقدمهم في العمر تبدأ هذه السلوكيات في التحسن عند مرحلة المراهقة المتأخرة فيما عدا ترددهم في مبادرة المشاركة مع الرفاق في اللعب والنشاط الرياضي أو الترفيهي بل ولا ينتظرون محاولات الآخرين التقارب والمشاركة معهم ويبدو أن المشكلة هنا تمكن في عجزهم عن فهم أو التجاوب مع المشاعر والانفعالات والعواطف التي يبديها الآخرون وهي العوائق التي تقف حجر عثرة في تحقيق الاندماج الاجتماعي أو تكوين صداقات حتى ولو كانت لديهم الرغبة في تحقيق تلك الأهداف الاجتماعية(Frame & Matson 1987)
ومن الثابت أن الأفراد من المراهقين والشباب البالغين لديهم الدوافع الجنسية تكون قد بدأت تمارس ضغوطها كغيرهم من الأسوياء ولكن يحول افتقارهم التي مهارات التفاعل الاجتماعي والتقارب والمبادأة في التعارف مع أفراد الجنس الآخر أو التجاوب مع مبادأة الآخرين دون تكوين صداقات وإشباع حاجتهم التي المحبة التي تقود التي الزواج منهم وقد أكدت المسوح الميدانية التي أجريت في المجتمعات الغربية ما يفيد بندرة زواج الأفراد الذين يعانون من التوحد وبالتالي تزيد معاناتهم من الوحدة فوق ما يعانون من ضغوط التوحد(Howlin 1988 p146).