لماذا ؟
1- علي غير عادتنا في الكتابة ، ليس هذا كتابا نظريا ولا هو حتي محاولة للتنظير ، وانما هو سرد بالصور لقصة واقعية وتجربة حقيقية حدثت بالفعل ونحن نقدمها كنموذج يمكن تنفيذه ، او حتي محاولة تقليده
2- صحيح ان الامر ليس سهلا ، فالتجربة حدثت في الدنمارك ، وما ادراكم ما الدنمارك ؟
3- ولكن حتي لو امكننا نقل هذه التجربة الدنماركية الي بلادنا ولو بنسبة خمسين بالمائة لكان انجازا هائلا
4- ندعو الله ان يوفقنا لترجمة هذه التجربة الدنماركية وندعو الله ان نراها تنفذ من حولنا ونحن علي ظهر الارض وليس في باطنها
تعريف
1- العنوان الاصلي للكتاب هو
Everyday Education Visual support for children with autism
Pernille Dyrbjerg and Maria Vedel
التعليم اليومي ، الدعم البصري للاطفال المصاين بالتوحد
تأليف : برنيل ديلبرج – ماريا فيدل
2- الكتاب نشر لاول مرة سنة 2002 في الدنمارك ، ثم بالانجليزية في الولايات المتحدة وبريطانيا سنة 2007 ، وتم نشره في الصين
مقدمة
1- بيرنيل ديربيرج هي ام لفتاة مصابة بالتوحد كما انها معلمة في مؤسسة خاصة بتعليم الاطفال المرضي بالتوحد
2- ماريا فيديل هي ناشطة في مجال التوحد وقضت اغلب عمرها في تدعيم الاسر التي لديها مريض بالتوحد
3- هذا الكتاب كان نموذج تقوم السيدتان بالقاءه كمحاضرات علي اولياء امور ومشرفي جمعيات التوحد في مركز التوحد في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن
4- والهدف من الكتاب هو تبسيط مفاهيم التوحد وكيفية التعامل مع المريض بالتوحد ليصبح التوحد مفهوما ومتاحا للجميع وخاصة اولياء الامور وليس للمتخصصين فقط
5- الدعم البصري اصبح من الاليات العالية الكفاءة في تدعيم الاطفال المرضي بالتوحد وتمكينهم من التواصل والاعتماد علي الذات
6- الاشخاص العاديون يتواصلون باستخدام الالفاظ والايماءات ، والمصابون بالتوحد لايعرفون هذه اللغة ، ولكن باستخدام الصور يمكن التواصل معهم بشكل افضل
7- مثلا ، لكي تذهب الي وسط المدينة للتسوق فانك تحتاج الي عدة جمل ليفهم الاخرون ما تريد فعله ، فاذا استخدمت صورة لوسط المدينة او لمكان التسوق وعرضتها علي طفل مصاب بالتوحد فانه سيفهم نفس مايفهمه الشخص العادي من الحوار حول التسوق
8- الصور التي نقدمها في هذا الكتاب كانت تستخدمها السيدة بيرنيل مع ابنتها ديكتي التي لم يكن لديها وسيلة للتعبير قبل استخدام تلك الصور سوي الصراخ والصياح
9- الدعم البصري له مستويان
أ- في المدرسة ، يكون بشكل قياسي وتستخدم نفس الصور لجميع الاطفال ، تقريبا
ب- في المنزل يكون هناك صور خاصة لكل طفل بحسب ظروف المنزل من حوله
10- بالطبع هناك مشكلات في نظام التواصل باستخدام الصور ، ولكن هذا شأن كل الانظمة ، فلا يوجد شيء ليس به عيوب
11- ونظام الصور ليس هو علاج للتوحد وانما وسيلة للمساعدة في تخفيف حدة عدم التواصل والانعزالية عند الاطفال المرضي بالتوحد
12- هناك نظام يسمي
TEACCH (Treatment and Education of Autistic and relatedCommunication-handicapped CHildren)
علاج وتعليم الاطفال المصابين بالتوحد واعاقات التواصل المشابهة للتوحد
13- وهناك انظمة اخري مشابهة مثل
(بكس )وليس هنا مجال مناقشة ذلك فربما يوفقنا الله ونفرد له كتابا اخر
14- المهم الان انه من خلال خبرة المؤلفتين العملية فان نظام الدعم البصري لايمكن اهماله والا تم حرمان مريض التوحد من وسيلة جيدة للاتصال
15- وتقول المؤلفتان : ان كتابة هذا الكتاب كان رغبة في سد الفجوة في الكتب المتاحة والمتخصصة والهام الاخرين حول الدعم البصري
للحد من مشكلات التواصل اليومي لدي المرضي بالتوحد
16- والكتاب مملوء بالصور (حوالي 100صورة) لانشطة ديكتي العملية والواقعية منذ كان عمرها 3 سنوات والتي استمرت في استخدامها حتي سن السابعة
17- لقد كان يتم تعديل هذا النظام كلما استمرت ديكتي في النمو وازداد فهمها وقدرتها علي التواصل
18- التوحد لايمكن علاجه حتي الان ، ولكن باستخدام التعليم يمكن التغلب علي كثير من المشكلات التي يسببها المرض ، والدعم البصري احد الوسائل الهامة لهذا التعليم
الفصل الاول : الترتيب الطبيعي
1- اذا كان الطفل لايستطيع ان يفهم العالم من حوله فانه سيقوم بخلق عالم خاص به وذلك من خلال تكرار الاشياء التي يعرفها فقط
2- فمثلا ييشاهد فيلما معينا مرات ومرات متتالية ، يظل يحدق او يلعب بشيء واحد لفترات طويلة
3- والمقصود بالترتيب الطبيعي هو التقليل من حدة الفوضي والارتباك لدي الطفل وجعله يدرك الاحداث وترتيب حدوثها
4- يجب ان يكون الترتيب بسيط بحيث يعرف ماذا سيفعل ومتي ، ويجب ان يكون هناك مكان مختلف لكل نشاط علي حده
5- يكون مكان لتناول الطعام ، ومكان اخر للدراسة ، وثالث للنوم .... وهكذا، وبذلك مجرد وجود الطفل في المكان سيجعله يفكر في اشياء محددة ويستبعد اشياء اخري كثير فيقلل من درجة الارتباك والفوضي امام عقله
6- واذا لم يكن ذلك متاحا يمكن تغير الصور حول نفس الشيء في مواعيد مختلفة ، فمثلا المنضدة المستحدمة للطعام يوضع عليها صورة لاطباق الطعام في وقت الطعام ، واذا كان يتم استخدام نفس المنضدة للدراسة يتم نزع صور ادوات الطعام ووضع صور لادوات الدراسة ، وهكذا
7- بذلك يفهم الطفل الغرض من نفس الشيء في الاوقات المختلفة ، فالصور تزيد من تركيز الطفل المريض بالتوحد وتذكره بالاشياء ، والطفل عادة يحتفظ بنسخ من تلك الصور ليتذكرها ويظهرها حينما يريد ان يقوم بالنشاط نفسه مرة اخري
وجود الصور بالاماكن التي يستخدمها طفل التوحد
تساعده كثيرا بالتنقل والتعرف على اماكنه ويبعد عنه القلق والتوتر
تحياتي لكم ..