أحمد الكناني - جدة
لثلاثة أعوام هي عمر قرانهما، يقبع زوجان خلف جدران منزلهما الذي يلفه الصمت، إذ يعاني الزوج وزوجته حالة صمم خلقية، يتبادلان أطراف الحديث بالإيماءات والإشارات، دون أن يزعج أحدهما الآخر، وينعمان بهدوء لا يملكان تغييره.
وكان عمر المهابي (27 عاما) قد قرر الارتباط قبل ثلاثة أعوام، بفتاة عشرينية تعاني الإعاقة ذاتها، غير آبه بما قد يواجههما في حياتهما الزوجية واليومية.
وبحسب والد عمر، فإنه جهز منزل ابنه الزوجي باحتياجاته الخاصة، بدءا باستبداله جرس المنزل بإشارة ضوئية تبرق إشعارا بوجود زائر.
وأوضح والد عمر أن الإعاقة السمعية التي يعانيها ابنه منذ ولادته لم تقف عائقا أمام رغبته في إتمام زواجه، خصوصا بعد تغلبه في وقت سابق عليها بانخراطه في مقاعد الدراسة لتلقي تعليمه.
وأوضح عمر الذي كان والده يترجم أحاديثه لـ «عكاظ» أنه يعيش وزوجته حياة هانئة، وأنه يفضلها على غيرها كونها تعيش نفس ظروفه، مضيفا: «الإعاقة التي نعانيها أنا وزوجتي، علمتنا كيف نخلق أجواء مفعمة بالتفاؤل».
بيد أن عمر استدرك قائلا: «طرأ على حياتنا بعض التغير، حينما أخبرنا الأطباء بأن زوجتي لا تستطيع الإنجاب، نظير إصــــــابتها بالدوالي في ساقها اليمنى، الأمر الذي يستدعي تدخلا جراحيا لحل المشكلة».
وخلص إلى أن تكاليف العملية منعته من إجرائها، لكنه ما زال متمسكا بأمل العثور على مركز متخصص يتكفل بعلاج زوجته، حتى تكتمل عقود الفرح المضيئة في منزله.
عكاظ