مذكرات شاب من ذوي "القدرات الخاصة":
65 شركة رفضت توظيفي..وبكيت حين مزق أحد المديرين عقد عملي!
الرياض- هدى السالم
الشاب (ع.ن) الدوسري، لديه إعاقة باليد اليمنى (الظفيرة العضدية)، ويعيش بمدينة الخرج مع أسرته، وحصل على شهادته الثانوية -القسم الأدبي- بنسبة 84.14، ورغب إكمال تعليمه بكلية المعلمين -سابقاً-، فلم يفلح؛ والسبب إعاقته،ثم ذهب لإحدى الجامعات فوجد التخصصات دون المأمول، وبقي بلا دراسة ولا عمل سنة كاملة.. ثم التحق بالكلية التقنية بالخرج وتخصص بالمحاسبة، بعد ذلك تخرج بشهادة الدبلوم بتفوق، بعدها بدأ رحلة البحث عن العمل، وتقدم لجهات حكومية كثيرة جداً تصل إلى (65) شركة أغلبها كان يريده فقط لإعاقته؛ لأن المعاق يعادل توظيف أربعة سعوديين أصحاء بمكتب العمل..!.
وقال: لم أحصل من تلك الشركات إلا على الألم والمواقف المخجلة، فعلى سبيل المثال تم قبولي في إحدى الشركات وتم توقيع العقد وعند قيامي بالتدريب تفاجأوا بأني معاق، فاستدعاني مديرهم وقام بتمزيق العقد أمامي، قلت لماذا؟، قالك أعتذر فلم نكن نعلم بأنك معاق.. بكيت وقتها كثيراً، مؤكداً على أن مشكلتي ليست في إعاقتي، بل في هؤلاء الذين يزيدونني إعاقة..!.
وأضاف: ذهبت لمكتب العمل وتقدمت بشكوى ضدهم، ولكن دون فائدة، وتوجهت إلى شركة أخرى "تحتفظ الجريدة بالتفاصيل والمسميات"، وتقدمت إليهم ونجحت بتفوق، وفي المقابلة حصل التالي: قابلت أربعة أشخاص يتوسطهم شخص ينفث دخان سيجارته في وجهي وكنت متضايق جداً من تصرفه وأسلوب حديثه، ثم قال لي أنت لا تستطيع العمل.. قلت ولم؟..وكيف تخرجت؟ وحصلت على هذه الشهادة؟، ثم اقترحت عليهم أن أوقع معهم عقداً مدته ثلاثة أشهر وإن لم أقم بالعمل المطلوب بأكمل وجه يلغوا العقد مع تعهدي بالموافقة على جميع ما يطلبوه بذلك العقد، مشيراً إلى أنه يريد فرصة ليثبت أنه جاد ويحب العمل، حيث تم تجميد طلبه..
وقال:في أحد البنوك أجريت اختبار القياس فاجتزته باقتدار وتميز بفضل الله، واخبرني الموظف بذلك، ولكنه قال لي إن الإعاقة ستقف عائقاً في قبولي مالم أحضر واسطة!. وفي إحدى الشركات وهي الشركة التي عملت بها أربع سنوات لم أحتمل تعسف وظلم وتهميش أبن بلدي فكيف أحتمل ظلم الغريب؟،.. لماذا تعتمد الدورات التدريبية والمكافآت لأبناء جلدتهم فقط ..؟. وفي شركة أخرى وبتوجيه من صندوق تنمية الموارد البشرية ذهبت إليهم وفوجئت بأن الإدارة بأكملها غير سعودية، و تم الاتفاق على مرتب 3000 ريال بدون تأمين صحي لأنني سعودي!. وأخيرا.. ذهبت إلى مكتب العمل فوجدت أسمي موجوداً على رأس العمل وموظف بشركة (تحتفظ الجريدة باسمها)، مع العلم أني تركت العمل لدى تلك الشركة منذ ما يقارب ثمانية أشهر، وقد حصلت على إخلاء طرف من الشركة، وتم إسقاط أسمي من التأمينات الاجتماعية ولكنه لم يسقط من مكتب العمل، والسبب معروف!، علماً أن نظام وزارة العمل يخالف الشركة التي تقوم بالسعودة الوهمية ويقر بعقوبات صارمة..والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. بالرغم من تقدمي بشكوى لمكتب العمل ضد تلك الشركة هل ستطبق العقوبة بحق الشركة المعنية؟، أين حقوقي المعنوية والمادية؟،أليس حقا أن نحصل على حقوقنا كبشر وأن نعامل كبشر ونحترم كبشر فضلاً عن كوننا معاقين!.
وأشار إلى أنه ينتظر منذ أكثر من ستة أشهر الموافقة على الابتعاث بعدما أتمم جميع الشروط اللازمة، وفي ذهنه سؤال لم يجد له إجابة.. وهو أنه خريج كلية التقنية ولم تحسب له هذه الدراسة واعتمد في التقديم للابتعاث شهادة الثانوية العامة فقط ..لماذا؟.
جريدة الرياض