اوردت د. نجمة الخرافي استاذة علم النفس بجمعة الكويت قصة انسانية رائعة لارادة كويتية، هي عائشة الحشاش التي ولدت كأصغر طفلة لوالديها المحبين، بعد عدد من الشقيقات وشقيق واحد، وقد كانت ولادتها بعد مخاض طويل، نقص خلاله الاكسجين الذي يحتاجه مخ عائشة، فنتج عن ذلك اصابتها بالشلل الدماغي، الذي سبب لها اصابات شديدة في اطرافها وفي قدرتها على النطق والكلام.
ولقد حزن والداها عليها حزنا شديدا، وخاصة والدتها التي احبتها حبا كبيرا وكان هذا الحب هو البلسم الشافي لروحها.
وقد قررت والدتها ان تترك عملها كموجهة بوزارة التربية الكويتية، لتتفرغ كلية لها.
وهكذا وهبتها كل حياتها ووضعت خطة لمساعدتها وجميع افراد اسرتها المتحابة، حيث تكاتف الجميع، واصبح لكل منهم دور في حياة عائشة، فبالاضافة الى الحب الذي يحيطها من كل فرد منهم، الكل له دور في خدمتها والقيام بما يلزم لجعلها تشعر دائما انهم حولها في اي وقت واي لحظة ورهن اشارتها.
وحولت الام المنزل الى ورشة عمل، وبدأت برعاية عائشة ليلا ونهارا لا تفارقها ابدا، تعلمها كل صغيرة وكبيرة، وتأخذها للاطباء لمتابعة علاجها، اعطائها ادويتها في الاوقات المحددة، واخذها لجلسات العلاج الطبيعي بمواعيدها المحددة لها، الى ان تمكنت من المشي ولكن العلاج انقطع بعد الغزو العراقي للكويت فساءت حالتها الصحية، ولم تعد قادرة على المشي مرة اخرى.
وكان للمربية الفاضلة سعاد الفارس مديرة المعاهد الخاصة في ذلك الوقت دور كبير في تشجيع عائشة على الدراسة. وكانت فرحة عائشة لا توصف عندما علمت بافتتاح ذلك المركز الدراسي، فطلبت من والدتها الالتحاق به، ولكن والدتها لم تكن مقتنعة بان تبدأ عائشة من الصف الاول، وهي في العشرين من عمرها، وكيف ستتحمل الجلوس في الفصل لمدة طويلة، ولكن عائشة اقنعتها في النهاية، فالتحقت بهذا المركز.
واجتازت عائشة اربعة فصول دراسية في عام واحد، ثم اجتازت عامين دراسيين في عام آخر بتقديرات عالية ومازالت تواصل مسيرتها العلمية بتميز، وكلها امل ان تصل الى الجامعة والى التخصص الذي تطمح اليه، وقد حصلت على جائزة الماس الاصغر عام ،199 من بنك برقان. وتكرر فوزها بهذه الجائزة عام 2005.
المصدر / جريدة القبس الكويتية