بقلم: مجدي عـبدالقادر، المشرف العام، مـوقـع زاد الـعـِـبـَاد
عدت إلى البيت .. فوجدتها بشوق ولهفة تنتظرني .. وإذ تأخرت برهة عن موعدي للوصول إليها .. أخذت تترقب من خلف النوافذ والشرفات .. وبلوعة القلق تنتظرني .. فبالأمس مرضت .. فكانت لي للطبيب مصطحبة تسبقني .. وبعد العودة إلى البيت أخذت عيناها تمطر دمعا .. وبالحنين تستقبلني .. رقدت من لوعة المرض لسويعات .. واستيقظت من النوم .. وإذ هي تلازمني .. ثم تحتضنني .. سألتها .. ألن ترتاحي يا مقلة العين؟ فأجابت كلا .. وكيف لي بذلك .. وبؤبؤ العين ذو وعكة وألم يقطعني .. نهضت من الفراش فإذ هي بالطعام تتوعدني .. وأخذت تطعمني بيديها .. وكأنني طفل في السابعة من العمر .. مع أنني أوشكت على الكبر من السن للأربعين عاما .. وما زالت بيديها الكريمتان تطعمني .. وبعد صحوة من المرض .. غادرت البيت للعمل متجها .. وبمجرد وصولي للعمل .. إذ بهاتفي المحمول يدق برنة منها متسائلة عني .. وبعد أن انتهيت من يوم شاق بالكد والتعب .. عدت إلى البيت على غير موعد .. فوجدتها تترقب عودتي لأحضانها .. كمن قد غاب عنها دهرا .. وأخذت بالدفء تستقبلني .. يا لك من رحمة مهداة من رب العالمين .. فـ لله الحمد والشكر على النعماء لأنك أمي. قبلت يداها الطاهرتان .. ثم الجبين والرأس .. ملتمسا منها العفو والصفح .. عما بدى مني لها في صغر السن .. من تقصير وسوء في الأدب .. فرفعت بكلتا يداها الطاهرتان داعية "اللهم اغفر .. وارحم .. لفلذة كبدي" .. فمن لمثل هذا الصنيع والمعروف والأفعال سواك يا أمي؟
منقول