عــبـد الله بـن سـعــيـد آل يـعـن الله
* كـان أحـد الآبـاء يـعـود مـن صـلاة الـجـمـعـة كـل أسـبـوع ، فـيـوجـه حـديـثـه لـلأم قـائـلا ً: هـذا مـا قـالـه لـنـا الـيـوم خـطـيـب الـمـسـجـد ..." ، فـيـقـص عـلـيـهـا الـكـثـيـر مـن الـقـصـص ، ثـم يـخـرج مـنـهـا بـالـمـواعــظ والـنـصـائـح ، مـتـجـاهـلا ً أولاده الـذيـن يـحـمـلـقـون فـيـه وقـد أصـغـوا بـاهـتـمـام شـديـد لـحـديـث (الـكـبـار) ، يـقـول أحـد أبـنـاءهـم: "فـلـمـا كـبـِِرتُ وتـذكـرت مـا كـان يـقـصـه أبـي ، عـلـمـت أن بـعـض حـديـثـه لا يـمـكـن أن يـكـون قـد قـالـه خـطـيـب الـمـسـجـد ، وإنـمـا كـان مـوجـهـا ً إلـيـنـا أنـا وإخـوتـي ، والـعـجـيـب أنـنـا تـأثـرنـا كـثـيـرا ً بـهـذا الـحـديـث غــيـر الـمـبـاشــر ، وكـنـا نـحـتـرم ربـنـا كـثـيـرا ً ، ونـحـبـه ، ونـخـاف مـن كـل مـا يـمـكـن أن يـقـال عــنـه أنـه "حـرام" لأنـه يـغــضـب الله عـز وجـل ، وأنـا الآن أتــبـع نـفـس الإسـلـوب مـع أولادي".
* وتـقـول الأم: "كـان أولادي يـرفـضـون الـنـوم فـي غـرفـتـهـم بـمـفـردهـم ، فـصـرت أجـلـس مـعـهـم بـعـد ذهـاب كـل مـنـهـم إلـى فـراشـه ، وأحـكـي لـهـم قـصـة هـادفـة ، ثـم أطـفـئ نـور الـغـرفـة وأتـرك نـورا خـافــتـا يـأتـي مـن الـغـرفـة الـمـجـاورة ، ثـم أقـوم بـتـشـغــيـل شـريـط لـجـزء "عـمَّ" يـتـلـوه شــيـخ ذو صـوت نـدي ، وأتـرك الـغـرفـة ، فـكـان الأطـفـال يـسـتـمـتـعـون بـصـوتـه ، ويـنـامـون قـبـل انـتـهـاء الـوجـه الأول مــنـه ، ومـع الـوقـت لـم يـعـودوا يـخـافــون مـن الـنـوم بـمـفـردهـم ، فـبـمـجـرد تـشـغــيـل الـشـريـط كـانـوا يـقـولـون لـي: "اذهــبـي إلـى غـرفـتـك ، فـنـحـن لـسـنـا بـخـائـفـيـن" ، والأهـم مـن ذلـك أنـهـم أصـبـحـوا يـسـألـون عـن الله تـعـالـى ، ويـشـتـاقـون لـرؤيـتـه ، ويـسـتـفـسـرون عـن مـعـانـي كـلـمـات الآيـات الـتـي يـسـتـمـعـون إلـيـهـا ، بـل ويـحــبـون الـحـديـث فـي الـديـن ويـتـقـبـلـون الـنـصـح بـنـفـوس راضــيـة".
فـمـتـى يـخـوض الـمـربـيـن بـإخـتـلاف أجـنـاسـهـم تـجـارب تـربـويـة تـكـون سـبـبـا فـي إنـشـاء جـيـل يـحـب الله ، ويـحـب مـا يـأمـر بـه الله؟
والـتـربـيـة بـالـفـعـل أبـلـغ وأنـفـع مـن الـتـربـيـة بـالـقـول
نقلاً