العين جهاز بصري يتكون من مجموعة من العدسات (القرنية، البلورة، الزجاجي) وفيلم (الشبكية) يلتقط الصورة ويرسلها عبر الياف العصب البصري الى مختبر تحميض الصور (الدماغ). اذا ماكانت الشبكية مصابة لسبب ما فان الدماغ لن يحصل على الصور ليفسرها. هناك دراسات حول امكانية زراعة حساسات متناهية في الصغر على الوجه الداخلي أو الخارجي للشبكية . تقوم التجارب على زرع آلاف الحساسات تقيس بضع نانومترات وضعت ضمن صفيحة يقيس 3 X3 ملم بارتفاع 70 ميكرومتر في أنواع عديدة من حيوانات المختبر لمعرفي مدى فعاليتها ،نوعية الصورة الصورة التي يمكن الحصول عليها ، درجة تحمل العين لهذا الجسم الغريب المزروع وكانت النتائج بعد مراقبة دامت أكثر من 18 شهرا على زرع هذه الصفائح داعية للتفاؤل في امكانية تطبيقها عند الانسان.تتألف الشبكية عمليا من ثلاث طبقات من الخلايا هي الطبقة الخارجية أو طبقة الخلايا الحساسة (طبقة العصي والمخاريط) والطبقة المتوسطة أو طبقة الخلايا الناقلة (الخلايا ثنائية القطب) والطبقة الداخلية أو الطبقة المشكلة لألياف العصب البصري (طبقة الخلايا العقدية)ان زرع الحساسات البصرية هو البديل عن طبقة الخلايا الخارجية وبالتالي فان الأشخاص المصابين بأمراض في هذه الطبقة من الشبكية (غالبا أمراض وراثية) يمكن أن يستفيدوا من هذه الزراعة شريطة أن تكون الطبقات المتوسطة والداخلية من الشبكية سليمة .يؤكد الباحثون أن الرؤية في محيط الشبكية تبقى سليمة تماما وأن زرع هذه الصفائح سيحسن الرؤية المركزية بحيث تصبح كما هو متوقع بين 5/100 و 1/ 10 حيث تمكن العلماء من استقبال صور الأشياء بتخطيط العصب البصري والدماغ عند حيوانات التجربة ولكن مشاكل اخرى مازالت تنتظر الحل مثل تباين اللونين الأسود والأبيض ورؤية الألوان ولذلك يقول القائمون عن الأبحاث اننا متفائلون جدا ولكن ربما يحتاج الأمر عدة سنوات قبل أن يصبح تطبيق هذه العمليات واقعا مألوفا كما هو في زرع ناظم الخطى القلبي أو زرع الحلزون في الأذن والذي أصبح حقيقة.السؤال الأخير الذي يمكن طرحه هو هل يمكن لعيون كفيفة بسبب آفة شبكية متقدمة أن تعود لتستقبل صورا تصل الى الدماغ وقد كان جواب الباحثين بشكل واضح أن نعم حيث أن زرع الحساسات تحت الشبكية كان جيد التحمل ولم يثر أية مشاكل مرضية في العيون المزروعة وهذا ما سيؤكده مستقبلا زرع الشبكية عند الإنساند.طارق العسبلي جراحة العيونالمصدر – موقع جمعية البصر البحرينية