الامام البخارى رحمه الله كان من أشد الناس ورعا و يروى عنه مراقف تظهر مدى مراقبته لله تعالى و يقينه بأن الله مطلع على السرائر ...
من هذه الروايات الرواية التالية :
كان الأمام البخارى يعمل تاجرا ... و له حانوته ( دكانه و مخزنه ) .. يشترى البضاعة و يودعها المخزن ويعرضها و يبيعها بما يرضى الله تعالى ..و كان عمله من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العشاء ..أما الليل فكان للخلوة مع الله و السكن للراحة..
و فى ذات يوم اشترى الآمام بضاعة و ادخلها غلامه المخزن وقت صلاة العشاء ... و حين انهى صلاته بالمسجد جلس أمام دكانه قليلا قبل ان يغلقه .. واثناء ذلك جاء اليه تجار وقالوا له اننا بلغنا انك اشتريت كذا كذا ( البضاعة ) بألف درهم ونحن نريدك ان تبيعنا اياها ونزيدك مائتان ... فرد عليهم " غدا نتحدث فى الأمر " ..لانه لا يبيع ولا يشترى بعد صلاة العشاء ...
وفى صباح اليوم التالى جاء الى الامام تجار آخرون وقالو انه قد بلغنا انك اشتريت كذا كذا (نفس البضاعة) بألف ونحن نريد شراؤها و نزيدك خمسمائة ...فرد عليهم بالرفض ..فزادوه أكثر .. فرد عليهم بالرفض ..فانصرفوا ..
كان غلام الامام شاهدا لكل ما حدث فاستغرب من رفض الامام بيع البضاعة بالمكسب الكبير جدا الذى عرضه التجار عليه و سأل الامام البخارى عن ذلك ظنا منه ان الامام يطمع فى سعر أعلى من ما عرض عليه .. واستبعد تجار الامس لان الامام لم يوعدهم بالبيع ولم يتحدث معهم وقال فقط "غدا نتحدث فى الامر ..
لكن الامام أجاب بالتالى:
حين حضر تجار الأمس بعد صلاة العشاء و ذهبوا نويت فى نفسى أن ابيعهم البضاعى اليوم بالزيادة المئتين التى عرضوها ...
ولا أحب أن أغير نيتى مع الله.
رحم الله الامام البخارى و المسلمين والمسلمات .
هل منكم من سمع على انسان فى هذا الزمان يفعل فى نواياه مثل ما فعل الامام .. ؟
ليتنا نتعلم من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة والتابعين الكرام .. نتعلم ان النوايا ليست سرا على الله تعالى وهو مطلع على ما فى انفسنا فنحذر..
وفقنا الله لما فيه الخير
وتصبحون على كل الخير و السعادة والحب