ما هو التدخل المبكر؟
- التدخل المبكر هو نظام خدمات تربوية وعلاجية يصمم خصيصاً للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (للسنوات الست الأولى من العمر) الذين لديهم حاجات خاصة غير عادية، بمعنى أنهم يكونون معوقين أو متأخرين نمائياً أو معرضين لخطر الإعاقة أو التأخر.
كيف يتم تحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى التدخل المبكر؟
- كثيراً ما يتم إحالة الأطفال إلى برامج التدخل المبكر، من قبل طبيب الأطفال أو الأعصاب أو العيون أو الأنف والأذن والحنجرة، وبعد إحالتهم تطبق على الأطفال اختبارات كشفية سريعة، لمعرفة مواطن الضعف أو العجز في نموهم من النواحي العقلية والحركية والسلوكية، فإذا كانت النتائج غير مطمئنة، يجرى للطفل تقييم شمولي متعدد الأوجه باستخدام اختبارات تشخيصية متنوعة وفي ضوء النتائج يتم اتخاذ القرارات المناسبة بالتدخل المبكر.
وهل هناك أطفال كثيرون في مجتمعنا بحاجة إلى تدخل مبكر؟
- للأسف.. نعم، وأكثر مما يعتقد البعض، على أي حال لا يتوفر بين أيدينا إحصائيات دقيقة ولكننا نميل إلى الاعتقاد في ضوء الاحصائيات العالمية الموثوقة، بأن آلاف الأطفال في مجتمعنا بحاجة للتدخل المبكر.
ولماذا يصبح عدد كبير نسبياً من الأطفال الصغار في السن معوقين أو متأخرين نمائياً أو في وضع خطر؟
- الأسباب عديدة جداً لا يمكن ذكرها جميعاً هنا عموماً هناك عوامل ترتبط بالحمل والولادة (مثل إصابة الأم بأمراض خطرة أو تعرضها للأشعة السينية أو تناولها للعقاقير الطبية وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، والخداج وعسر الولادة وعدم توافق العامل الريزيسي... الخ) وهناك عوامل ترتبط بصحة الطفل ورعايته مثل: (إصابات الرأس والأمراض المعدية والحرمان البيئي الشديد ...الخ) ويمكننا أن نضيف هنا أن نقدم العلوم الطبية أصبح يبقى على حياة مئات بل وآلاف الأطفال الذين يصابون بأمراض خطرة في حين كان هؤلاء الأطفال يقضون نحبهم مبكراً في العقود الماضية.
وهل برامج الوقاية من الاعاقة فعالة؟
- تعتقد المنظمات الدولية ذات العلاقة بهذا الموضوع أن البرامج الوقائية قد تمنع حدوث 70% تقريباً من حالات الإعاقة لدى الأطفال، وتنوه هذه المنظمات إلى أن الوقاية قد تتمثل في كثير من الأحيان بإجراءات بسيطة قابلة للتنفيذ بيسر، حال توفر الوعي.
وماذا يحدث لو أن طفلاً متأخراً نمائياً أو معوق لم تُقدم له خدمات التدخل المبكر؟
- أغلب الظن أن وضعه سيتدهور بشكل مطرد، وقد ينجم عن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها مشكلات عديدة أخرى فمرحلة الطفولة المبكرة مرحلة حاسمة لها تأثيرات بالغة على النمو الإنساني المستقبلي، والتدخل المبكر الفعال الذي يوفر الخدمات المناسبة في مثل هذه المرحلة الحرجة، قادر ليس على وقف التدهور فقط بل وعلى الوقاية من العواقب المحتملة للمشكلة وتفاقمها.
ما الخدمات التي تقدمها برامج التدخل المبكر؟
- تتضمن هذه الخدمات عناصر وقائية متنوعة مثل العلاج الوظيفي، والعلاج الكلامي والإرشادي الأسري، والتقييم التربوي والنفسي، والبرامج التربوية الفردية، والإشراف الطبي والتمريض.
ألا يمكن الحد من نسبة انتشار الإعاقة في مجتمعنا؟
- بكل تأكيد ولكن هذا لا يتحقق بالتمني وإنما ببذل جهود مكثفة ومتواصلة على صعيد الرعاية الطبية والغذائية والنفسية للأمهات الحوامل والأطفال اليافعين، ولابد من التأكيد على أن الوقاية ليست مسؤولية الأطباء والمتخصصين فقط، فالأسرة والمدرسة والمجتمع بمؤسساته المختلفة كل له دور يؤديه.
وأين تقدم هذه الخدمات؟
- يتم تقديم خدمات التدخل المبكر إما في مراكز متخصصة يعمل فيها ذوو التخصصات المذكورة أعلاه حيث يلتحق الأطفال العاديون بالحضانات ورياض الأطفال، وإما في منازل الأطفال حيث يتم تدريب الأمهات على سبل العناية بأطفالهن وذلك على أيدي اختصاصيين يتمتعون بالكفاءة المهنية المناسبة.
منقووول