ما وراء القافية // من روائع الأبيات,

السلام عليكم ورحمة الله

هنا مكمن الشعر وهنا بيت القصيد ,وراء القوافي مشاعر شاعر سُطرت
وأحادث حادثة كُتبت ,ولهب من حنين وأنين وأشواق هائجه وأعين دامعه
وسلوة مفتقد ووجد متقّد وهمهمة روح تستعبر وتستعر ,وتغرق وتُغرق
وتُلهم لتستلهم
كل ذالك يحمله بيت يُتلى وقصيدة تُلقى ,فأستأذنكم بالبدء
فروائع الشعر تتجلى فيما وراء القافية!

من منقولات القوافي ,,,حفظاً للحقوق

و لكم في القصاص ..

.
.

.
.

إنّي سئمتُ أنينَ الوجدِ في خلدي ..
و غربة الروح تُذكي جذوة الكمدِ

و جئتُ أرجوكَ .. كم في القلبِ من عللٍ ..
و أنتَ .. أنتَ .. شفاءُ القلبِ يا ولدي

صحائفُ الأمسِ بالذكرى تُؤرقني ..
و لستُ ألمحُ أنساً في سطورِ غدي

يا لهف نفسي .. سهام اليوم تطعنني ..
و لا تزال جراحُ الأمسِ في جسدي ..!

من قال : " من جدّ يوماً نال بغيته " ؟!
فكم زرعتُ و لم أحصد ، و لم أجدِ ..!

تاهتْ مجادف آمالي و أشرعتي ..
فمجّني البحرُ أشلاءً مع الزبدِ ..!

و استقبلتني صحارى البؤسِ عاصفة
و خيمةُ العمرِ تؤويني بلا وتدِ ..!

يمرُّ فجريَ لا طيرٌ و لا نغمٌ
و ما ألذُّ بصوتِ الطائر الغَرِدِ

و في الغروبِ أرى الأطيافَ ترسمُ لي ..:
" عليكَ أن تدفن الأشواقَ للأبدِ ..! "

و إن سجا الليلُ ذابتْ شمعتي بيدي ..
و السهدُ يكتمُ أنفاسي بألفِ يدِ

بالله يا ولدي .. أقبل على عَجَلٍ ..
علّي أراكَ و بي شيءٌ من الجلدِ

أبيتُ وحديَ لا خلٌ يؤانسني ..
و ليس يسمعُ شكوى القلبِ من أحدِ !!

ليس الذليلُ الذي يشقى بغربتهِ ..!
أنا الذليلُ .. غريبُ الروحِ في بلدي ..!

أرنو إلى شاطيء الأشعارِ من ظمأ ..
فما صفا ، و شفاهي الزرق لم تردِ !

ما أعجب الشعر !
يشكو منه قائلهُ ..!
و الناس ترشفهُ أحلى من الشهدِ .!

هو الدواءُ ، و منه الداءُ - واعجبي -
أشكو إليه ، و أشكو منه يا ولدي .

يجيءُ شعريَ جبارا يُعذّبني ..
و إنْ مضى فكسيفٍ عاثَ في كبدي !
.. .. .. .. ..

و كم سكبتُ لحون الضيمِ يا ولدي ..
حتى شدا القوم : " هذا شاعرُ النكدِ ! "

لم أكتب الشعر .. فالأشعار تكتبني ..
كما تشاءُ و لم أنقص و لم أزدِ

و ما طرقتُ بيوتُ الشعرِ تسليةً ..
و ما حكيتُ انتفاخاً صولةَ الأسدِ ..!

و لي مع الشعر عهدٌ لن أضيعه ..
و أطهرُ القومِ من بالعهدِ لم يحدِ

أحالني الشعرُ قنديلاً يُضيءُ بهِ ..
فكيف أسلو و لفحُ النارِ في خلدي ؟

أجلْ .. سئمتُ هجير الشعرِ يا ولدي ..
فهبْ ظلالكَ .. ألقى اليوم مبتردي

الهمُّ يُثقلني ، و الدمع يخنقني ..
و قد أتيتكَ مكتوفاً فخُذ بيدي

فإنْ صبوتُ ، و قالوا : " مات من كمدٍ ..
و قد رمتهُ قوافي الوجدِ في اللحدِ .."

فقلْ لأمّكَ : " أين القبر والدتي .."
و خُطَّ من دمعها المخنوقِ بالرمدِ

" سُبحان من تركَ الأشعار تقتلهُ ..
و تستبيحُ دماً .. عمداً بلا قَوَدِ ..!! " .

.
.

شعر : زكي صالح الحريول .

شكرا لكي اختي زوجة الأمير