من المفاهيم الطبية المنتشرة التي تحتاج الى توعية هو انه "ما يهم في
صحة المريض في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء هو التحكم بالكليسترول
الضار فقط او ما يسمى البروتين الدهني قليل الكثافه (HDL) ولا يهم بعد ذلك
ما هو مستوى الكليسترول الحميد او ما يسمى بالبروتين الدهني عالي الكثافة
(HDL) او الدهون الثلاثيه (TG) في الدم!"
والحقيقة غير ذلك تماما حيث اوضحت دراسة احصائية حديثةAnn Intern Med
2010; 153:800-808 انه في المرضى الذين يتناولون ادوية خاصة بالكليسترول
الضار وينزل الى المستوى المطلوب ويظل الكليسترول الحميد منخفضا (اقل من 40
ملغ في الديسيلتر الواحد او 1 مليمول في اللتر) فإنهم عرضة لزيادة الاصابة
بأمراض شرايين القلب مستقبلا حتى بعد التصحيح للعوامل الاخرى المسببة
لأمراض شرايين القلب مثل التدخين والسكري والضغط.
والصعوبة في رفع الكليسترول الحميد ان الادوية المخصصة لهذا النقص لها
مضاعفات جانبية متعددة يجب ان تناقش مع المريض بكل شفافية بالاضافة الى ان
الدليل العلمي في فائدة رفع الكليسترول الحميد ليس بقوة الدليل العلمي في
فائدة انزال الكليسترول الضار. ولذلك ننصح دوما بممارسة الرياضة وانقاص
الوزن وايقاف التدخين والتقليل من الدهون المشبعة حيث ان كل هذه الطرق ترفع
الكليسترول الحميد واذا ظل الكليسترول منخفضا بعد ذلك فتناقش منافع ومضار
الدواء مع كل مريض على حده ويتخذ القرار المناسب
الرياض