يختلف التوحد من طفل لآخر في حدته وفي مجمل الأعراض المرضية
بعض الأطفال يكونون عباقرة في الرياضيات مثلاً لكنهم متخلفين من الناحية
الاجتماعية, و كل مريض توحدي يمكن أن يعالج لكن النتائج تبقى مختلفة من شخص
لآخر و ذلك يعتمد على معرفة أدق التفاصيل عن المريض لاختيار نوع العلاج و
التعاون مع الأهل لوصف ما يمر به الطفل من أعراض جسمانية أو نفسيه بشكل
دقيق أثناء العلاج يساهم في اختيار العلاج المناسب وتدارك سلبيات أي علاج
آخر مقدم .
ويؤكد الأطباء أن علاج التوحد يعتمد بشكل كبير على تشخيص
الحالة بدقة وأن أسلوب التشخيص يعتمد على توفر شروط سلوكية معينة، وعلاج
التوحد شأنه شأن سائر اضطرابات النمو يجب أن يبدأ في مراحل مبكرة ويستمر
طويلا ويتم بوسائل متعددة.
وقد حرص العلماء وخبراء الطب النفسي على
اللجوء إلى طريقة جديدة للعلاج وذلك لعدم توفر طريقة أو دواء بعينه يساعد
في علاج حالات التوحد، حيث تعتمد هذه الطريقة على شقين أولهما "العلاج
التأهيلي" ويتمثل في العلاج بالتخاطب فيكون لمواجهة قصور النموّ اللغوي
والقدرة على الاتصال والتواصل الاجتماعي، والعلاج النفسي فيكون للطفل الذي
يعاني من تأخر في اللغة، حيث يساعد العلاج النفسي في ضبط وتعديل السلوك
وثانيهما "العلاج الدوائي" ويعتمد على تناول مجموعة من الأدوية يكون الهدف
منها تخفيف حدة هذا السلوك غير الطبيعي حتى يستطيع الطفل أن يمارس حياته
التعليمية والاجتماعية بشكل سوى إلى حد ما.
دور الفيتامينات في علاج التوحد
كثر الجدل في العشر سنوات الأخيرة حول فائدة مكملات الفيتامين والمعادن في علاج أعراض التوحد وتحسينها.
حيث
أوضحت الدراسات أن بعض الأطفال يعانون من مشاكل سوء امتصاص الأطعمة ونقص
في المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل نتيجة لخلل في الأمعاء والتهاب مزمن
في الجهاز الهضمي مما يؤدى إلى سوء في هضم الطعام وامتصاصه بل وفي عملية
التمثيل الغذائي ككل.
لذلك نجد مرضى التوحد يعانون من نقص في معدلات
الفيتامينات مثل: أ، ب1، ب3، ب5 و البيوتين ، السلنيوم، الزنك و
الماغنسيوم، بينما على الجانب الآخر يوصى بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوى
على نحاس على أن يعوضه الزنك لتنشيط الجهاز المناعي.
وتوصى أيضاً
بعض الدراسات الأخرى بضرورة تناول كميات كبيرة من الكالسيوم ومن أكثر
الفيتامينات شيوعاً في الاستخدام للعلاج هو فيتامين (B) والذي يلعب دوراً
كبيراً في خلق الإنزيمات التي يحتاجها المخ، وفي حوالي عشرين دراسة تم
إجراؤها فقد ثبت أن استخدام فيتامين (B) والماغنسيوم الذي يجعل هذا
الفيتامين فعالاً يحسن من حالات التوحد.
هذا بالإضافة إلى الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين "ج" والذي يساعد على مزيد من التركيز ومعالجة الإحباط.
ما هي أكثر الأساليب فعالية في التعامل مع التوحد ؟
لقد
ثبت بشكل قاطع أن التدخل المبكر يفيد ويثمر بشكل إيجابي مع الأطفال
التوحديين، وعلى الرغم من الاختلاف بين برامج رياض الأطفال، إلا أنها تشترك
جميعها في التركيز على أهمية التدخل التربوي الملائمة والمكثف في سن مبكرة
من حياة الطفل، ومن العوامل المشتركة الأخرى بين تلك البرامج درجة معينة
من مستويات الدمج خاصة في حالات التدخل المستندة إلى السلوك، والبرامج التي
تعزز من اهتمامات الطفل، والاستخدام الواسع للمثيرات البصرية أثناء عملية
التدريس، والجداول عالية التنظيم للأنشطة وتدريب آباء الأطفال التوحديين
والمهنيين العاملين معهم، والتخطيط والمتابعة المستمرة للمرحلة الانتقالية.
ومن غير الممكن تحديد أسلوب واحد أثبت فعاليته أكثر من غيره للتخفيف من
أعراض التوحد المختلفة، ويعود ذلك إلى الطبيعة المتشعبة للتوحد وكثرة
السلوكيات المتداخلة المرتبطة به، ولذلك فإنه لا مناص للتعامل مع التوحد
والاضطرابات المصاحبة له من خلال جهود فريق من الأخصائيين، كمعلم التربية
الخاصة، وأخصائي تعديل السلوك، وأخصائي علاج النطق والكلام، والتدريب
السمعي، والدمج الحسي، وبعض العقاقير الطبية والحمية الغذائية .
وقد
أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون جيداً لبرامج
التربية الخاصة المتخصصة عالية التنظيم والتي تصمم لتلبية الاحتياجات
الفردية، وقد يتضمن أسلوب التدخل الذي يتم تصميمه بعناية أجزاء تعنى بعلاج
المشاكل التواصلية، وتنمية المهارات الاجتماعية، وعلاج الضعف الحسي، وتعديل
السلوك يقدمها مختصون مدربون في مجال التوحد على نحو متوافق وشامل ومنسق،
ومن الأفضل أن يتم التعامل مع التحديات الأكثر حدة للأطفال التوحديون من
خلال برنامج سلوكي تربوي منظم يقوم على توفير معلم تربية خاصة لكل طالب أو
من خلال العمل في مجموعات صغيرة.
ينبغي أن يتلقى الطلاب
المصابين بالتوحد تدريباً على مهارات الحياة اليومية في أصغر سنٍ ممكنة،
فتعلم عبور الشارع بأمان، أو القيام بعملية تسوق بسيطة، أو طلب المساعدة
عند الحاجة هي مهارات أساسية قد تكون صعبة حتى لأولئك الذين يتمتعون
بمستويات ذكاء عادية، ومن المهارات الهامة كذلك التي يجب أن يعتنى بتنميتها
لدى الطفل التوحدي تلك التي تنمي الاستقلالية الفردية أو تنمي قدرته على
الاختيار بين البدائل، وتمنحه هامش حرية أكثر في المجتمع، ولكي يكون
الأسلوب المتبع فعالاً ينبغي أن يتصف بالمرونة ويقوم على التعزيز الإيجابي،
ويخضع للتقييم المنتظم ويمثل نقله سلسة من البيت إلى المدرسة ومنها إلى
البيئة الاجتماعية، مع أهمية عدم إغفال حاجة العاملين للتدريب والدعم
المهني المستمر إذ نادراً ما يكون بوسع الأسرة أو المعلم أو غيرهما من
القائمين على البرنامج النجاح بشكل كامل في تأهيل الطفل التوحدي بشكل فعال
ما لم تتوفر لهم الاستشارة والتدريب على رأس العمل من قبل المختصين.
ولقد
كان في الماضي يتم إلحاق ما يقارب 90% من المصابين بالتوحد في مراكز
داخلية وكان المختصون عندئذ أقل معرفة وتثقيفاً بالتوحد وما يصاحبه من
اضطرابات، كما أن الخدمات المتخصصة في مجال التوحد لم تكن متوفرة. أما الآن
فإن الصورة تبدو أكثر إشراقاً، فبتوفر الخدمات الملائمة ارتفع عدد الأسر
القادرة على رعاية أطفالها في البيت، في حين توفر المراكز والمعاهد
والبرامج المتخصصة خيارات أوسع للرعاية خارج المنزل تمكن المصابين بالتوحد
من اكتساب المهارات إلى الحدود القصوى التي تسمح بها طاقاتهم الكامنة حتى
وإن كانت حالات إصابتهم شديدة ومعقدة
منقول