وهناك ما يسمي متلازمة التوتر التي تعقب الصدمات وفيها
يعاني الطفل من توتر شديد يسترجعه دائما وابدأ في ذاكرته كشريط سينمائي
ويظل يحدث له توتر داخلي عنيف متكرر وممتد علي المدي الطويل وهو غالبا يعقب
إيذاء بدنيا أو نفسيا شديدا للطفل أو أحداث قتل أو تعذيب يعيها الطفل
بنفسه كالحروب ومثال ذلك ما يلاحظ في أطفال غزة والعراق هذه الأيام.
ويؤدي التوتر في الأطفال إلي
بعض المشاكل الصحية التي يحذر منها الدكتور حسن سلامة مثل الربو الشعبي
والأكزيما الجلدية أو ظهور البثور علي البشرة ويظهر أيضا مع التوتر بعض
الظواهر المرتبطة بتغيرات الدورة الدموية مثل الصداع وارتفاع ضغط الدم أو
انخفاضه عن الطبيعي، كما قد يؤدي إلي ظهور أنواع مختلفة من الآلام مثل
الصداع وألام البطن والحوض وآلام أسفل الظهر والرقبة والتي لا يصاحبها
أسباب عضوية وقد تظهر أيضا بعض الأعراض المعوية مثل عسر الهضم والإسهال
أو الإمساك، بجانب ظهور أعراض نفسية مثل نوبات اللهع والهذيان، حسبما ذكرت
صحيفة الاهرام الثلاثاء.
أما التوتر المزمن فيسبب الأمراض النفسية
والاضطرابات الجسدية مثل القلق والاكتئاب، والأرق، والألم المزمن
ومتلازمة التعب والإعياء غير المبرر والسمنة وسوء التمثيل الغذائي وارتفاع
ضغط الدم الأساسي، ومرض السكري من النوع الثاني وتصلب الشرايين مع مشاكل
الشرايين التاجية بالقلب وهشاشة العظام و التهاب المفاصل، وأهم ما يسببه
التوتر الممتد للأطفال ضعف في الذاكرة والتأخر في التعليم والتحصيل الدراسي
لتدمير خلايا المخ المنوطة بالذاكرة والتحصيل الدراسي بسبب هرمون
الكرتيزول العالي بالجسم والناتج من التوتر المستمر، ومن أعراض التوتر
للأطفال الانسحاب من الأنشطة والألعاب التي كثيرا ما كان الطفل يستمتع بها
من قبل مثل الأصابع أو قضم الأظافر واضطرابات النوم، انعدام الثقة بالنفس
وعدم احترام الذات وشعوره بالاضطهاد وعدم حب الآخرين اضطرابات في التغذية
مثل فقدان الشهية التعصبي أو الأكل المفرط والتقيؤ بعده تغيير في السلوك
واضطرابات نفسية مثل الخوف المفرط والاكتئاب صداع مزمن ومتكرر بلا سبب
عضوي وسرعة التعرض للأمراض وبثور الجلد ممارسة السلوكيات الشديدة الخطورة
مثل استخدام العقاقير المهدئة والإدمان.
ولقياس مدي انتشار القلق والتوتر والعوامل الخطيرة
المصاحبة للأطفال قامت الدكتورة زينب منير أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي
للبحوث بإجراء دراسة علي أكثر من500 تلميذ وتلميذة بالمرحلة الابتدائية
في أعمار من8 إلي11 عاما بالمدارس الحكومية تم من خلالها جمع استبيان
عن أعراض القلق للأطفال، بالإضافة إلي تقدير الحالة الاجتماعية لكل
طفل، كما أجري فحص طبي لكل طفل وتقدير الحالة الغذائية.
وقد أظهرت الدراسة أن23.5% من الأولاد مقابل18.5%
من البنات يعانون من أعراض اكتئاب، بينما وجد أن54% من الأولاد و52%
من البنات يعانون من أعراض القلق، كما وجدت علاقة إحصائية ذات أهمية بين
أعراض الاكتئاب والتحصيل الدراسي في الأولاد والبنات وبالنسبة لأعراض
القلق، فإن نسبته أعلي في الأطفال المتأخرين
دراسيا مع وجود اختلاف إحصائي ذو أهمية بين الجنسين، وبدراسة علاقة
الحالة الاجتماعية بالإكتئاب وجد أن تعليم الوالدين وترتيب الطفل بين أخوته
وعدد أفراد الأسرة له أهمية واضحة، أما بالنسبة للقلق فقد وجد أن تعليم
الأم هو العامل الأساسي الذي يؤثر علي مستوي القلق لدي البنات وفي نفس
الوقت لا توجد أسباب اجتماعية لها علاقة إحصائية في مستوي القلق لدي
الأولاد، كما وجد أن أكثر العوامل تأثيرا علي القلق هي ترتيب الطفل بين
أخوته بالإضافة إلي وزن الطفل، كما أن ضعف التحصيل الدراسي كان من العوامل
المؤثرة علي الاكتئاب لدي الأطفال
منقول