التربية الخاصة: ما هي؟
مهنة شهدت تطورات مذهلة وحققت إنجازات هائلة في العقود الماضية، إنها مهنة تعنى بالدفاع عن حقوق الأفراد ذوي الحاجات الخاصة (المعوقين والمتفوقين) وتسعى لتطوير البرامج التربوية والعلاجية الفعالة لتدريبهم وتعليمهم.
فالتربية الخاصة تعنى بكلتا المجموعتين، فكما أن للمعوقين حاجات تربوية خاصة فإن لدى المتفوقين أيضاً حاجات تعليمية لا تستطيع المدرسة العادية تلبيتها بالطرق التقليدية، إنها استراتيجية منظمة وهادفة تنفذها المجتمعات الإنسانية لتلبية الحاجات الفردية للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة.وعلى وجه التحديد، يعرف هيوارد التربية الخاصة بأنها مهنة لها ادواتها وأساليبها وجهودها البحثية التي تركز بمجملها على تطوير العملية التعليمية وتحسين أساليب تقييم الحاجات التعليمية وتحسيين أساليب تقييم الحاجات التعليمية للأطفال والراشدين ذوي الحاجات الخاصة. ومن البعد العلمي، فالتربية الخاصة جملة من الأساليب الفردية والمنظمة تتضمن وضعاً تعليمياً خاصاً، ومواد ومعدات خاصة، وطرائق تربوية خاصة ومكيفة، وإجراءات علاجية محددة تهدف إلى مساعدة ذوي الحاجات الخاصة على تحقيق الحد الأعلى الممكن من الكفاية الذاتية الشخصية والنجاح الأكاديمي.
الأفراد ذوو الحاجات الخاصة: من هم؟
هم الأفراد الذين يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة والتأهيل والخدمات الداعمة لهما ليتسنى لهم تحقيق أقصى ما يمكنهم من قابليات إنسانية، إنهم يختلفون جوهرياً عن الأفراد الآخرين في واحدة أو اكثر من مجالات النمو والأداء التالية:
المجال المعرفي، والمجال الجسدي، والمجال الحسي، والمجال السلوكي، والمجال اللغوي، والمجال التعليمي. وبناء على ذلك، فإن الفئات الرئيسية التي تحتاج إلى خدمات التربية الخاصة والخدمات الداعمة لها هي الفئات الثماني التالية:
أ- الإعاقة العقلية: انخفاض ملحوظ في الذكاء والسلوك التكيفي. واعتماداً على مستوى تدني الذكاء عن المتوسط تصنف الإعاقة العقلية إلى أربع مستويات هي: بسيطة (70-55)، متوسطة (55-40)، شديدة (40-25)، شديدو جداً (دون 25).
ب- صعوبات التعلم: اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات السيكولوجية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستخدامها، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجئة، أو الحساب.
ج- اضطرابات السلوك: اختلاف السلوك الانفعالي أو الاجتماعي اختلافاً جوهرياً عما يعتبر سلوكاً طبيعياً مثل: الانسحاب، والعدوان، وعدم التكيف، والافتقار إلى النضج، والجنوح، واضطراب الشخصية.
د- الإعاقة الجسمية: أنواع مختلفة من العجز أو الاضطراب الجسمي أو الصحي مما يحد من قدرة الفرد على استخدام جسمه بشكل طبيعي أو التحمل الجسدي أو القدرة على التنقل بشكل مستقل.
ه- الإعاقة البصرية: فقدانالبصر الكلي (العمى) أو الجزئي (الضعف البصري) مما يحد من قدرة الفرد على استخدام حاسة البصر بشكل وظيفي في التعلم والأداء في الحياة اليومية.
و- الإعاقة السمعية: فقدان السمع الكلي (الصمم) أو الجزئي (الضف السمعي) مما يحد من قدرة الفرد على استخدام حاسة السمع في تعلم اللغة والتواصل مع الآخرين.
ز- الاضطرابات الكلامية واللغوية: أخطاء أو عجز في الكلام أو اللغة مما يحد من قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي.
ح- الموهبة والتفوق: قدرات متميزة في الأداءالعقلي أو التحصيل أو القيادة الإجتماعية أو الإبداع والتميز في الفنون الأدائية والبصرية وغيرها مما يتطلب توفير برامج وخدمات لا توفرها المدارس تقليدياً.
من كتاب المدخل إلى التربية الخاصة
للأستاذ الدكتور جمال محمد الخطيب
مستشار المدينة العربية للرعاية الشاملة
]