السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نعم هي مصر الأبية الشامخة.. نعم هي أم الدنيا وأصل الحضارة
نعم هي أم العلماء و الأدباء وبها الأزهر الشريف
نعم هي الوحدة و الترابط والتآلف
نعم هي خفة الظل التي شهد بها العالم
نعم.. مصري.. مصري بكل ما تحمل الكلمة من معنى
مصري احتضن ترابها وتربى بين ربوعها و تغذى من خيراتها
نعم مصري
مصري أبيّ... أسمو عن الدناءات واصطياد الفرص لأغراض شخصية
مصري كتبتها على جبيني.. و نقشتها على صدري
مصري وأفتخر و أفتخر وأفتخر
مصر ظلت على مدى الأزمان تثبت للعالم أجمع.. أنها منارة العلم وأصل
الاحترام
و لن تموت تلك المعاني طالما أنها على خريطة العالم
أتحدث عن مصريتي... و أعتقد أن ذلك من حقي
إن لم تكن مصر أم الدنيا
لماذا تتناقل كل القنوات الفضائية أخبارها دون انقطاع؟
و كأنه لا يوجد شيء بالعالم... إلا ما يحدث لمصر؟
الكل يترقب.. بين داع لها.. و بين محرض
الكل ينتظر إلى أي مدى ستصل الأمور؟
رئيس الدولة حسني مبارك...أنا كنت أقولها علناً... لا لمبارك
الكل يخطئ { كل ابن آدم خطاء }
نعم هناك الكثير من السلبيات
نعم هناك الكثير مما عاناه الشعب المصري على مدار ثلاثين عاماً
لكنه بطل.. نعم بطل... و قد أثبت للعالم أجمع ذلك
ماذا لو ترك منصبه لمجرد أن قيل له ارحل؟
كان من الممكن أن يترك كل شيء و لتترك الساحة
السياسية هباءً منثوراً لكل من يتربص منتهزاً الفرصة
كان من الممكن أن يقول بالمصري { خلاص.. و
أنا مالي .. }
و لكن الرجل وبكل شجاعة.. قام
بعدة قرارات سيسجلها التاريخ مدى الدهر..{ الذي سيكتب ماله و ما عليه كما قال}
هناك مكاسب عديدة..:
1- 1- حل البرلمان و التحقيق في الطعون الموجهة إليه
2- 2- تعيين نائب للرئيس بعد ثلاثين عاما ًدون نائب
3- 3- أقال الحكومة بالكامل و شكل حكومة جديدة يترأسها الفريق أحمد شفيق
الذي جعل من شركة مصر للطيران
من شركة تثقلها الديون لأقوى الشركات على
مستوى العالم..
4- 4- قالها و بكل صراحة لن أترشح لفترة رئاسية ثانية.. و لمن لا يعرف باقي
على انتهاء فترة رئاسته شهور
وعد بأن يترك مصر إن شاء الله بأفضل مما
كانت عليه
{ الله أعلم بالنوايا}
نعم.. قد يصدق ... و قد يكون كاذباً
و لكن حتى يتسنى لنا معرفة ذلك..
أعتقد أن
علينا التريث ليأخذ فرصته
حتى يتركها بذمة نظيفة...حتى يترك البلد
قوية كما كانت ..
حتى ولو من باب التكريم بأخر أيامه
الآن لدينا رئيساً للجمهورية.. وقد قام
بخطوات كثيرة إيجابية.بعد أن انتفض الشعب بأروع صورة شهدتها مصر منذ عقود كثيرة
قام بأكثر من خطوة ووعد بالإصلاح كما ذكرت
آنفاً
تأخرت دعوته للإصلاح .. نعم أنا معكم.. و هذه سلبية
كبيرة تكبد معها الشعب الكثير والكثير
و لكن ما المانع أن يأخذ فرصته لتحسين الأوضاع حتى و إن تأخرت؟
ما حدث إخواني.. أن هناك عناصر كثيرة ودون
ذكر أسماء طوائف أو أحزاب
كانوا يعطون المال و الطعام لفئة مندسة بين
المتظاهرين الشرفاء.. كالبلطجية والمأجورين.. كي يظل الأمر هكذا.. و تعم الفوضى..
و تنتشر الغوغاء بين شباب مصر الأبيّ المحترم
حتى حدث ما حدث
أكثر شيء تألمت لأجله.. هو دماء الشهداء
نسأل الله أن يرحمهم و يتقبلهم في زمرة من
يدخلون الجنة بغير حساب
و ما حدث من مناوشات بين مؤيد و معارض.. أرى
في هذه المحنة منحة رائعة.. جعلنا نعرف من لنا و من علينا.. من يحب و من يحقد..من
يريد لنا خيراً و من يريد غير ذلك.. عرفنا من هو العدو و من الحبيب
كنت أقولها بأعلى صوت { لا لمبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك }
و لكن... حين فكرت بمنطق العاقل.. وجدت أنه
راحل بالأساس و كلها بضعة شهور... و لو تركها الآن
صدقوني لا يوجد من يسد فراغه في هذه اللحظة
البرادعي بالطبع لا يصلح...أي رئيس حزب لا
يصلح...أي مؤسس لجماعة لا يصلح
لا نعلم إلى أي مدى ستصل بنا الأحداث؟
و أباطرة الحزب الذين كانوا يتخذون منه
سلطاناً لسرقة الأموال و نهب حقوق الشعب
الآن مطاردون كالفئران و الكل سيأخذ جزاءه..
وأغلبهم من سلط بعض الخارجين عن القانون
على ثورة الشباب الرائع الذي شهدناه جميعاً
في 25 يناير ليعيث في أرضهم فساداً و يركب الموجة من أجل المصلحة الشخصية..... نعم
كان هناك فساد و هناك فساد والفساد في كل دول العالم دون استثناء
أقسم لكم وهذه تأكدت منها بنفسي.. أن هناك من
اقتنع بآخر خطاب للرئيس مثلي تماماً
و حاول الخروج من المظاهرة بعد تلك المكاسب
التي لم يكن أحد يتوقعها.. كما الثورة التي لم يتوقعها أحد بالعالم
و لكن هناك من أوقفه و أجبره على الاستمرار..
كي يغيب العقل و ينعدم التفكير
أعيدها ألفاً... لم أكن مؤيداً أبداً لنظام
الحكم في مصر قبل خطاب الرئيس { الأخير }
النظام بالطبع له سلبيات... و لكن وقفته
الشجاعة الآن... تجعلنا نكن له الاحترام و التقدير
لا ننسى أننا ظللنا لأكثر من ثلاثين عاماً
دون حروب.. و كم من قوى سياسية تستهدف مصر.. كثيرة جداً
ما رأيكم فيما يحدث في تونس الشقيقة
الأبية؟... هل بعد رحيل رئيسهم ساد الهدوء؟
هل تم حل المشكلة ؟
الأمر يا إخوان أكبر بكثير من مجرد ترك
رئيساً للحكم
الأمر أكبر وأخطر ألف مرة
ما جعلنا نصبر ثلاثين عاماً... و بعد أن حققت
ثورة 25 يناير
تلك المكاسب
الكثيرة,, يجعلنا نصبر بضعة شهور...
قد يكون فيها الإصلاح و الخير
أتمنى ألا يفهم الأمر على أني منافق... أو
كاذب
أقسم لكم.... حبي لهذا البلد ..ما جعلني أكتب
تلك الكلمات ... هذا البلد الأبي العريق
الذي شهدت له الأمم بالرقي .. منبت العلم و
العلماء.. و المثقفين و الأدباء..والشباب الناضج الواعي
الشباب الذي جعل من أجساده درعاً التف حول
المتحف المصري.. { لا يسرق ولا يقوم بأعمال نهب}
الشباب الذي يطارد الخارجين عن القانون و كم
شاهدنا وكم قبضنا على أعداد...{لا يسرق و لا ينهب}
الشباب الذي نظف الشوارع و صرف من جيبه الخاص
في محاولة لإعادة الصورة الجميلة لبعض المناطق{ لا يسرق و لا ينهب }
الشباب الذي يعيد كل ما يؤخذ من اللصوص
للجهات المختصة { لا يسرق ولا ينهب}
الشباب الذي تمكن من القيام بملحمة تاريخية
سوف يسجلها التاريخ بحروف من ألماس
{ لا يسرق و لا ينهب }
هذا شباب مصر و تلك صورته...
أما الخارجين عن القانون و المأجورين.. فهم
قلة ولا يمثلونهم أبداً
أتمنى أن أكون قد وفقت في نقل الصورة..
و أكرر لست بناصرياً و لا وفدياً و لا
تجمعياً و لا أنتمى لجمعيات و لاحتى لتوجهات
أنا فقط...مصري.. أعشق ثرى بلدي
شكراً لكم وأعتذر على إطالتي
عدت لتوي من حراستي لبيتي.. قلت لن أرتاح حتى
أكتب تلك الكلمات
و بانتظار ردودكم .. و دعاؤكم قبل الردود
بأن يعيد مصر لمجدها وجمالها.. كما كانت وأجمل
بالأيام القليلة القادمة
فارس
الإثنين 30 نوفمبر - 6:53 من طرف 
موضوع: تعقيباً على الأحداث الجارية في مصر.. فارس الكلمة 
