صاحبنا أشخاصا أيام الدراسة
ثم فرقتنا الأعمال وأشغلتنا الأموال
أو العيال
بعد عشر سنين أو عشرين سنة
التقينا بعض الأشخاص الذين صاحبناهم
فإذا هم تغيروا علينا تماما
عرفونا وعرفناهم بالملامح والذكريات
فقط
لكنهم أنكرونا وأنكرناهم لبعض
التغيرات
لم تكن تغيرات ملامح
وإنما كانت تغيرات شخصية وفكرية
ونفسية
فالشريحة الأولى تغيروا لأنهم أصبحوا
أثريا
أو حملة شهادات عليا
أو من المسئولين الكبار
وكان تنكرهم لنا لأنهم يرون أننا دون
مستواهم بكثير
فأصبحوا لا يتشرفون بصحبتنا
لأنهم قد أصيبوا بـ ( فيرس الكبر
والتعالي )
أما الشريحة الثانية فقد تبنوا أفكارا
غربية أو أفكارا غريبة
فتنكروا ـ بسببها ـ لمن لم يكن على
شاكلتهم
أما الشريحة الثالثة
فقد وقعوا فيما يضعف عقولهم أو يتلفها
فلا يستطيعون مصاحبة الآخرين
لأن
( المتعافي لا يصحب المتعاطي )
و
( المتعاطي ينفر من المتعافي )
وأما الشريحة الرابعة
فقد كانوا يتباهون ويتفاخرون ويراءون
بما أنعم الله به علهم من مال أو جمال أو منصب
فلما سلبهم الله تلك النعم
شعروا بتحطم نفسي
فاختفوا عن أنظار الناس
وأخفوا وجوههم كي لا يراهم أحد أثناء
الذهاب والمجيء
أن الانهزامية النفسية هي سبب تغير
الشخصية
ولا ولم ولن تحدث الانهزامية النفسية
للمتمسكين الصادقين بالشريعة الإسلامية
عقيدة وعبادة ومعاملة وآدابا وأخلاقا
منقووووول