فيء العشق مشرفة فطوف التوحد ونبض الخواطر
عدد المساهمات : 2122 تاريخ التسجيل : 30/12/2010
| موضوع: الدنيا ما هى ألا متاع غرور الثلاثاء 3 مايو - 9:09 | |
|
[center]احذروا الدنيا خلق الله الانسان وميزه عن باقي الكائنات بالعقل . فبه يثاب وبه يعاقب ويحتاج الانسان الى جانب عقله ركائز تدعم مسيرته في الحياة وهذه الركائز تتجسد في الأخلاق الفاضلة التي هي خير دعامة في حياة الانسان بينما الأخلاق الرذيلة هي معول الخراب والهدم . والغرور أحد المفاسد الاخلاقية التي يبتلى بها المؤمن فما هو الغرور ؟ سؤوال نطرحه ونجيب عليه الغرور على ما عرفه علماء الاخلاق هو سكون النفس الى ما يوافق الهوى ويميل اليه وهو من أسوأ الصفات النفسية لأنه الباعث الحقيقي للمساويء الاخلاقية كحب الدنيا وطول الأمل والظلم والفسق والعصيان . والسبب الرئيسي للغرور هو الجل ومثال ذلك المال والعلم نعمتان من نعم الله يضفي بها على عبده ولكن اذا كان المنعم عليه جاهل بحقيقة الدنيا يغتر بهما ويقول سبحانه وتعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) * ( فلا يغرنكم الحيوة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور ) فهؤلاء عند امتلاكهم للنعم ينسون أنفسهم ويجهلون بان هذه النعم زائلة ولاتبقى فالتوازن والوسطية هما المعيار الصحيح في السلوك الحياتي وبهما علاج الامراض الاخلاقية والنفسية بعد معرفة حقيقة المرض ودوافعه .
احذروا الدنيا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونتوكل عليه ونثني عليه الخير كله ، أهل هو أن يعبد ، وأهل هو أن يحمد ، وأهل هو أن يشكر ، فله الحمد كله وله الشكر كله وإليه يرجع الأمر كله علانيته وسره ، وأشهد أن لا إله إلا الله خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا إلى الخير محمد بن عبدالله صلواتي ربي وسلامه عليه ما أظلم ليل وأشرق نهار ، وعلى آله وصحابته الأبرار . . أما بعد :
فيقول الله تعالى : " وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " [ العنكبوت 64 ] ، وقال تعالى : " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " [ يونس 24 ] .
ولقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق والناس كنفتيه ( عن جانبيه ) ، فمر بجدي أسك ( صغير الأذن ) ميت ، فتناوله فأخذ بأذنه ، ثم قال أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم ؟ قالوا : ما نحب أنه لنا بشئ وما نصنع به ؟ ثم قال : أتحبون أنه لكم ؟ قالوا : والله لو كان حياً كان عيباً ، إنه أسك فكيف وهو ميت ! فقال : " فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم " [ أخرجه مسلم ] . فهاهي الدنيا في كامل زينتها وأبهى حلتها وأجمل بهجتها تعرض نفسها لخاطبيها ومشتريها وحق لها ذلك ، لكثرة الغافلين واللاهين والعابثين والخاطبين والمشترين ، فكم نشاهد اليوم من تهافت كثير من الناس على هذه الدنيا الفانية ، وزهدهم في الآخرة الباقية ، وما ذاك إلا لبعدهم عن معرفة الحقيقة ، والبعد عن منهج الله تعالى والخوف منه سبحانه . تهافتوا وتنافسوا وتصارعوا من أجل الدنيا وبهرجتها ، اشرأبت نفوسهم حب الدنيا والركون إليها ، فتاقت لها قلوبهم وهوت إليها أفئدتهم فأصبحت محط أنظارهم على اختلاف أجناسهم وطباعهم ، رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة فكانت الويلات والنقمات هنا وهناك . أصبح الكثير من الناس لا يحب ولا يكره إلا من أجل الدنيا ، ولا يوالي ولا يعادي إلا من أجلها ، أما الله الواحد القهار فلا يوالون ولا يعادون فيه أبداً وهذا هو الجهل العظيم والخطب الجسيم ، نسوا الله فنسيهم وأنساهم أنفسهم ، تركوا الآخرة والعمل لها وركنوا إلى الدنيا وزخرفها ، عندما سل علي رضي الله عنه سيفه لقتل عدوه بصق ذلك العدو في وجه علي رضي الله عنه فما كان منه إلا أن أعاد سيفه ، فلما قيل له في ذلك ، قال : خشيت أن أنتقم لنفسي . فلله در أولئك الرجال الذين عرفوا لماذا خلقوا ؟ ومن أجل أي شئ وجدوا ؟ فأين ذكور اليوم من رجال الأمس ؟ أولئك الرجال الذين رغبوا فيما عند الله والدار الآخرة ، تركوا الدنيا في كامل زينتها وأبهى حلتها تركوا الفاني وأقبلوا على الباقي ، قال تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً " [ الأحزاب 23 ] ، أولئك الذين اعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله الذين عرفوا الله حق معرفته فلم يخشوا أحداً إلا الله والله أحق أن يخشى ، صدقوا مع الله فصدقهم الله عزوجل ، إذا عملوا فلله ، وإذا أحبوا فلله ، وإذا أبغضوا ففي الله ، أعمالهم وأقوالهم خالصة لله دون سواه .
أما من ركنوا إلى الدنيا وأحبوا أهلها ، وزهدوا في الآخرة وبقائها فأولئك محبتهم وعداؤهم وولاؤهم فمن أجل الدنيا وأهلها ومناصبها وما يحصلون عليه من كراس ومراتب ودرجات ، فكانت المفاجآت أن حلت عليهم النكبات ودارت عليهم الدائرات ، وجعل الله بأسهم بينهم شديداً ، فإذا اجتمعوا أظهروا خلاف ما يبطنون ، وإذا تفرقوا أكل بعضهم بعضاً ، قال تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " [ الزخرف 67 ] ، وما حصل كل ذلك إلا لبعدهم عن منهج الله القويم ، وانحرافهم عن صراطه المستقيم ، فضلوا وغووا وركنوا إلى ما لم يؤمروا به ، فاتبعوا الهوى والشهوات ، وحصلت بينهم المنافسات على المناصب الكاذبات فلا إله إلا الله رب الأرض والسموات ، كلٌ من أولئك يريد البقاء له وله وحده ، وكأنه لم يخلق إلا للبقاء والخلود في هذه الدنيا وعمارتها ، والله تعالى يقول في محكم التنزيل : " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " [ آل عمران 185 ] ، ويقول تعالى : " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " [ الأنبياء 34/35 ] وقال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " [ الذاريات 56 ] ، هذه هي والله الغاية السامية التي من أجلها خلق الله الخلق ، خلقهم من أجل العبادة ، عبادته وحده لاشريك له في ذلك فهو سبحانه المستحق للعبادة دون سواه ، فهل عَقِل ذلك كثير من الناس ؟ وكل ماعدا العبادة فهو وسيلة لا غاية ، وعجباً لمن حول وبدل الغاية إلى وسيلة والوسيلة إلى غاية ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
لقد انتكست المفاهيم والفطر عند أولئك الناس فاستحقوا قول الله تعالى : " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً " [ الفرقان 44 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً " [ أخرجه الترمذي وهو حديث حسن " ، وقال عليه الصلاة والسلام : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " [ أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] .
منقول [/center] | |
|
ღ¸¸ زوجة الأمــير ¸¸ღ إداري
عدد المساهمات : 7087 تاريخ التسجيل : 02/05/2009
| موضوع: رد: الدنيا ما هى ألا متاع غرور الخميس 5 مايو - 1:00 | |
| اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا جزاك الله خيراً
| |
|
نبض الإيمان المديرة العامة للقطوف الإسلامية
عدد المساهمات : 803 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: رد: الدنيا ما هى ألا متاع غرور الجمعة 6 مايو - 5:08 | |
| | |
|
فيء العشق مشرفة فطوف التوحد ونبض الخواطر
عدد المساهمات : 2122 تاريخ التسجيل : 30/12/2010
| موضوع: رد: الدنيا ما هى ألا متاع غرور الجمعة 6 مايو - 8:04 | |
| | |
|