بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. الأحبة في الله تعالى .. هل فتحت عينيك ؟ هل استيقظت ؟ هل استفقت ؟ هل أعددت العدة للسير ؟ تدرى كم من الأيام تمر وتدرك رمضان ؟ بعد " اليقظة " تأتي منزلة " الفكرة " فلابد بعد أن رأيت النور ينبعث بعد الظلام ، أن تنظر في أمرك وتتفكر في مصيرك ، ولتنظر ما قدمت لغدٍ ( ورمضان لناظره قريب )
ابن القيم - رحمه الله- يذكر أن المنزلة الثانية في السير إلى الله تعالى هي ( منزلة الفكرة ) ، فيكون الإنسان فيها محددا لهدفه ، شاغلا نفسه به ، مركزًا عليه ، وهو المعنى الذي اشار إليه حين عرف الفكرة بأنها : " تحديق القلب نحو المطلوب الذي قد استعد له مجملا ولما يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه " يعني : بلغة أهل الإدارة : ( وضوح الهدف + تحديد الهدف + التركيز عليه ) وهذا بشكل إجمالي وليس بالتفاصيل . فالمطلوب منا الآن في ( الخطوة الثانية) أن نعرف ماذا نريد ؟ ما هدفنا في فترة الاستعداد لرمضان ؟ وما الهدف الرمضاني لهذا العام ؟ أحبتي.. هدفنا في الاستعداد: رفع معدلات اللياقة الإيمانية إلى أقصى ما يمكن . هدفنا الرمضاني : 1- تحصيل ثمرات رمضان من ( المغفرة ، وتحصيل التقوى ، والفوز بالعتق من النيران ، وبلوغ منزلة الصديقية ) . 2- في عام الحرية نريد أقصى الإنجازات الدعوية ( قلوب متعلقة بالمساجد ، أعلى نسبة للمحجبات ، تصحيح للسلوكيات والأخلاقيات ، ...الخ ) 3- قلب جديد يزرع فيه إيمان لا ينفد ، ويعيش قرة عين لا تنقطع . 4- جيل رباني يكون نواة لتحرير الأقصى يبدأ أولى معسكرات التدريب في ( مدرسة رمضان ) . فهل أنتم معي في هذه الأهداف ؟؟ أحبتي.. نحن نحتاج إلى تعويد أنفسنا "رياضة التفكير " يقول شقيق البلخي : أخذت الخشوع عن إسرائيل ابن يونس كنا حوله لا يعرف من عن يمينه و لا عن من شماله من تفكره في الآخرة' ( تعلم كيف تشغل بهدفك ) ويقول يوسف بن أسباط : قال لي سفيان بعد العِشاء ناولني المطهرة فناولته فأخذها بيمينه و وضع يساره على يده فبقي مفكراً يقول و نمت ثم قمت وقت الفجر فإذا المطهرة في يده كما هي فقلت هذا الفجر قد طلع! نفس المكان الذي يريد أن يتوضأ به قال لم أزال منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة إلى هذه الساعة . ( نريد سرحانًا للآخرة يا شباب ) ويقول ابن المبارك لسهيل ابن عدي لما رآه ساكتاً متفكراً يقول له أين وصلت؟ قال الصراط . ( بالله هل فكرت فيه بهذه الطريقة مرة في عمرك ) وهذا محمد ابن واسع ذكر أن رجلاً من أهل البصرة ركب إلى أم ذر بعد موت أبي ذر فسألها عن عبادة أبي ذر فقالت كان نهاره أجمع في ناحية البيت يتفكر وهذه أم الدرداء تُسأل ما كانت أفضل عبادة أبي الدرداء قالت التفكر والاعتبار . ( ألا تتأسى بهم) أحبتي ... تعالوا لخطوات عملية : 1- استمع لمحاضرة ( من الآن نستعد لرمضان) من هنا و من هنا 2- اكتب خمسة عيوب لاحظتها في نفسك في الرمضانات السابقة . 3- اكتب خطة يومك في رجب وشعبان ورمضان لهذا العام بمنتهى التصور الواقعي مراعيًا ( طبيعة الوقت ، الموازنة بين المطلوب والمتاح ، بين المأمول والقدرات ). 4- نريد كل أسبوع ( رصد آفة للتغيير ) + ( عمل قلبي جديد ) + (نشاط خدمي (خدمة للناس ) . 5- التدريب على الإحتساب: "ترديـــد الآذان" 6- سُنة اليـوم:"سنن الدخول والخروج من الخلاء"
فيء أعاد الله عليك رمضان أعوام عديدة مكللة بالصحة والعافية والصيام والقيام الختام ما أجمل جلبك نعم يارب تجعلنا ممن جهز الفكرة والمبدء والهدف اللهم تقبل دعائك وأكرمنا الله بفضله علينا ودمتي بحب من الله فيء العشق