عزيزي الحاج:
الحج فريضة عظيمة لها أجر كبير عند الله تعالى وطاعته زلذا وجب علينا أن نحسن القيام بهذه الفريضة بتمام الطاعة لله تعالى دون أن تنزلق في شبهة المعصية,فالقاعدة في الأسلام
(( لا ضرر ولا ضرار))و ((إن لبدنك عليك حق)) لذا فمن حسن الطاعة حسن اتباع طاعات الله ونواهيه حتى نحسن التواكل الذي هو مكروه وفي هذه التعليمات والإرشادات الطبية المذكورة لنحاول مساعدة الحاج الكريم على القيام بكافة مناسك الحج والعمرة الكريمة مع حسن التوكل على الله بالأخذ بالأسباب التي تحميه وتعينه أعاننا الله وإياكم على حسن طاعته _ امين.
لتبسيط ذلك نوضح الآتي:
أ- يجب على المصاب بالسكري قبل سفره للحج زيارة الطبيب المعالج؛ للحصول على العلاج الكافي، والحصول على تقرير عن حالته المرضية للاستفادة منه إذا لزم الأمر، وزيارة مركز السكر للحصول على الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج، ومعرفة أعراض ارتفاع وانخفاض السكر في الدم وكيفية علاجهما، بالإضافة إلى زيارة أخصائي التغذية لإعطاء الإرشادات المهمة عن البرنامج الغذائي، والذي يتلاءم مع ظروف الحج.
- ومن المهم عمل فحص للعين وقاع العين من قبل طبيب العيون للتأكد من سلامة العين والشبكية ومعرفة إرشادات الطبيب الخاصة بتسهيل المناسك وعدم تعريضه لأذى غير مقصود من الحجيج لأنه من الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات مثل إنفصال الشبكية .
ب- لابد من تجهيز حقيبة خاصة بحيث تحتوي على بطاقة تفيد بأنه مصاب بالسكري، والتقرير الطبي المعد من قبل الطبيب مع كمية كافية من العلاج سواء كان حبوب أو إنسولين أو غيرها، وجهاز قياس نسبة السكر بالدم إذا أمكن، حيث يحتاج المصاب إلى زيادة عدد مرات الفحص خلال فترة الحج عن المعدل الطبيعي، الأدوات الخاصة لفحص نسبة السكر والكيتون في البول
وبعض الحلوى أو قوالب السكر التي يحتاجها عند انخفاض السكر في الدم . ويجب أن تكون الحقيبة الخاصة بأدوات السكري منفصلة عن حقيبة ملابسه، وتكون ملازمة له طوال الوقت لاستخدامها عند الحاجة، كما ينصح باستخدام الملابس الواسعة والمريحة وخاصة الجوارب القطنية والأحذية المريحة؛ لتجنب التعرض للمشاكل في القدمين، وإحضار الشمسية للوقاية من ضربات الشمس أثناء السفر.
ج- يفضل أن يصطحب المصاب بالسكري -أثناء سفره للحج- شخصاً يرافقه، وتكون لديه معلومات كافية عن مرضه؛ لكي يستطيع مساعدته إذا لزم الأمر، ويفضل أن يغير وضع جلوسه على المقعد بالحركة من حين لآخر لكي ينشِّط الدورة الدموية لديه .
د- الحرص على عدم تقليم أظافره بإستخدام أدوات معدنية قد تجرح الجلد بشكل قد يؤدي للتسبب بإلتهابات في أصابع يديه أو قدميه، وأن يلبس حذاءين واسعين لينين، وأن يتذكر أن نسبة الإحساس في القدمين أقل من المعدل الطبيعي، لذا فعليه الحرص عندما يمشي على ألا تقع قدمه إلا على مكان نظيف وخالٍ من أي مواد قد تكون مؤذية لقدميه،
ه- أما عند الطواف والسعي فلابد أن يتناول وجبة خفيفة مع كمية من السوائل أو الماء قبل البدء بهما، وحمل قطعة من الحلوى أو السكر لاستخدامها عند الشعور بأعراض انخفاض السكر مباشرة، وأن يبتعد عن المناطق المزدحمة، وأن يكون الطواف والسعي في وقت بارد نسبيا، كما أن قياس نسبة السكر في الدم قبل الطواف والسعي يساعد على تجنب التعرض إلى هبوط مستوى السكر من أول السعي، فإذا كانت نسبة السكر في الدم أقل من 60 ملجم / دل أو 3 مليمول /ل فيجب شرب كأس من العصير، أو تناول قطع الحلوى أو السكر، ثم التزام الراحة وبعد 15 أو 20 دقيقة من الراحة يعاد فحص السكر في الدم، فإذا كان مرتفعا فلا بأس من البدء في الطواف والسعي، أما إذا كان السكر منخفضا فيجب أن يتكرر تناول شيء محلى مرة أخرى قبل البدء في الطواف والسعي
هـ-، وفي الوقوف بعرفة يكون الحاج معرضاً لأشعة الشمس الحارة . لتجنب التعرض لضربات لابد من استخدام الشمسية أو البقاء في الخيمة والحرص على تناول كمية كافية من السوائل أو الماء؛ لكي يعوض كمية السوائل التي يفتقدها، والحرص على تناول الوجبات في الأوقات المناسبة.
و - إذا كان المصاب بالسكري يستخدم حقن "الأنسولين" فيجب مراعاة حفظ "الأنسولين" في ثلاجة خاصة في هذا اليوم .
ز - عندما ينفر الحجيج إلى مزدلفة قد تطول المسافة من كثرة الزحام، سواء ماشيا أو راكباً سيارة، لذا لابد من تناول وجبة قبل النفرة، وأخذ بعض العصائر معه؛ لمنع انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء ذلك .
ح - في يوم عيد الأضحى المبارك يتناول الحجيج اللحوم المشوية والوجبات الدسمة، وعلى المصاب بالسكري في هذه الحالة مراعاة ذلك والاهتمام بنظامه الغذائي، وذلك بتناول الكميات المسموح له بها، وتقسيمها على الوجبات الرئيسة والخفيفة؛ كي لا يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم، وفي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 350 ملجم /مل، وخاصة للمصابين بالسكري من النوع الأول المعتمد على الإنسولين يجب فحص البول لمادة الأسيتون، فإذا ظهرت هذه المادة عند فحص البول أو أظهرت أعراض الحامض الكيتوني أي ظهور لرائحة الأسيتون في الفم، فيجب مراجعة أقرب مركز لعلاج هذه الحالة، والتأكد من صلاحية الإنسولين الموجود لدى المريض، ولابد للمصاب بالسكري بعد عودته من الحج مراجعة طبيبه المعالج، خصوصا إذا واجه بعض المضاعفات والمشاكل أثناء الحج .
حالات الإغماء عند مرضى السكري:
يحدث أحيانا أن يصاب الحاج المريض باالسكري بالإغماء، ويجب هنا التفريق بين الإغماء نتيجة لزيادة نسبة السكر بالدم أو إهمال تناول الغذاء المطلوب له مع القيام بمجهود زائد، وذلك نتيجة للنقص الشديد في مستوى السكر، إثر تناول جرعة كبيرة نسبياً من الأنسولين يتم التأكد بجهاز التحليل الذي يؤكد نسبة السكر بالدم كما أن أعراض حالات الهبوط بالسكرلأن المريض ممكن أن يعاني من الإغماء ومن تشنجات ورعشات بالجسم تكون واضحة مصحوبة بعرق غزير، و يمكن هنا ترطيب حلق المريض بمصدر سريع للسكر، مثل عسل النحل قبل إعطائه جلوكوز عن طريق الوريد أو حقنة الجلوكوز التي من المهم وجودها دائما مع مريض السكر المعتمد على الأنسولين،
وإذا كان المريض في حالة إدراك، يجب عليه تناول ما يعادل 15 مجم من المواد النشوية سريعة الامتصاص مثل: نصف كوب من عصير الفاكهة، أو كوب من الحليب، أو 5 قطع من الحلوى (السكاكر)، أما إذا كان الإغماء نتيجة لارتفاع السكر بالدم، فيجب معالجته بحرص مع سرعة نقله إلى أقرب مركز صحي .
القواعد الأساسية الواجب على مرضى السكر إتباعها أثناء الحج والعمرة:
1-التأكد من تناول الوجبات الرئيسية والخفيفة في أوقاتها دون أدنى تأخير
2-الحرص على تناول الماء والسوائل أثناء مناسك الحج والعمرة
3-العناية بالنظافة الشخصية ونظافة القدمين خاصة والإبتعاد عن الأماكن الغير نظيفة و المذدحمة.
4-إحذر التعرض للإصابات الجلدية والجروح
5-احمي رأسك دائما من حرارة الشمس