قالت ودموعها على خدها :
... تحجّبت صديقتي المقرّبة مني .. وبدأت أشعر بالتغير من ناحيتها وشعرت أنني بدأت أفقدها لأنها لم تعد مثلي وأصبحت لا تستهويها صحبتي ونزهتها معي أنا وباقي الفتيات وجلساتنا معا ..
فصارحتها بذلك وعاتبتها ..
فضحكت وقالت لي : حقك عليا ما رأيك لو تأتين لزيارتي ببيتي ونعيد روابط أخوتنا .. فلا أريد أن أكون في مجالس فيها نميمة .. سوف تأتين وتتعرفين على بعض الصديقات الأخريات إن شاء ...الله وترين أننا يمكننا الإستمتاع بوقتنا دون ذكر الناس..
ففرحت وذهبت لزيارتها ... وجدتها مع إثنين من البنات الأخريات محجبات ... فتحدثنا وضحكنا كثيرا ومرحنا وإرتحت للأخوات لطيبة قلوبهن .. ولثقافتهن العالية وفي نفس الوقت لعدم ذكرهن أي انسان بسوء ... شعرت براحة نفسية لا مثيل لها ... وكأن هناك ملائكة تحيط بنا ..
لكن...
حان وقت الصلاة .. فقمت معهن بخجل لأنني لا أرتدي ما يلائم الصلاة وشعري مكشوف فوجدت صديقتي قد أعدت لي لباسا للصلاة دون أن أسألها لكي تجنبني الإحراج ...لبسته وسترت نفسي .. وكلي حرج .. ثم بدأن الصلاة معا وإزداد حرجي ... وشعوري بالضيق الكبير .. حاولت أن أفهم سبب ضيقي ..
لكن السبب واضح وجليّ أنني كنت أشعر أنني أنافق نفسي وأنافق ربي .. أدّعي حب الله ولا أطيعه في أوامره .. أرفع كفي للدعاء له وأنا مقصّرة في أبسط الأشياء التي طلبها مني.. متعللة بأن الإيمان في القلب.. برحمة الله واسعة ...
كنت أرى في عيون البنات بجانبي الخوف والرجاء ممتزج بالحب والطمأنينة والرضى ... بينما يرون في عيني تأنيب الضمير وعدم التوازن ..
أنهين الصلاة فبقيت واجمة .. متضايقة .. وعند أول سؤال إنفجرت بالبكاء.. أحب ربي مثلكن لكن مالفرق بيننا ؟ مالذي يجعلكن بهته الراحة والطمأنينة وأنا في غاية الاستياء ؟
قالت لي صديقتي .. كلّنا سألنا أنفسنا نفس السؤال : هل الله يراني فقط في الصلاة أو أنه يراني في كل الحياة ؟ هل أخجل من الفتيات أو أخجل من رب السماوات ؟
لم أستطع الخروج من جانبهن وقد ازداد بي الضيق .. وعدم الإرتياح والخجل .. وكأنني عارية أمام العالم أجمع ..
كيف أخرج والله يراني وأنا أعصيه واتباهى بالعراء.. ؟ كيف أبارزه بالمعاصي وهو يرحمني ويجزل العطاء... ؟؟
طلبت من صديقتي أن تعطيني الثياب التي أعارتني إياها في الصلاة ... لبستها ...............فشعرت بالراحة والرضاء..
والحمد لله تحجبت من حينها ولم أتخلّى عن لباس الطهر الذي يقرّبني لرب السماء ..مشاهدة المزيد
لؤلؤة مـصـونة