رسالة إلى كل ذوي الاحتياجات الخاصة

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا
محمد صلى الله عليه و سلم
و خير ما نستهل به رسالتنا هذه :
قول نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم:
«أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم
الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه»
من هذا المنطلق أوجه رسالة لذوي
الاحتياجات الخاصة
بالرضا بالقدر و القناعة يقينا
بما أصابهم من ابتلاء
في أجسادهم و الصبر على البلاء،
و كلمات الحديث
النبوي تبعث الأمل في النفوس
فالابتـــــــــــلاء
سنة إلاهية و دليل محبة الله تعالى
لخلقــــــه
و كلما زاد الابتــــلاء زادت
محبته لعبده
فطوبى لمن أحبه خالقه و ابتلاه و
صبر و شكر
و خاب من قدمت له الخيرات غافلا
متغافلا عن الدين
منغمسا في نعم الله تعالى فانضم
لمن عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا
و تاريخنا الإسلامي زاخر بنماذج
طيبة تركت بصمة خالدة،
و يكفينا ما جاء في قوله تعالى
حيث عاتب رسوله
من أجل أعمى ليس انتقاصا من قدره
صلى الله عليه و سلم
بقدر ما هو درس للمسلمين
بالاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
كيفما كانت الإعاقة و درجتها :
(عبس
وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى
فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى)،
الآية الكريمة تبين اهتمام رب
العالمين بعباده بغض النظر عن شكلهم
مصداقا لقوله صلى الله عليه و
سلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فيما رواه مسلم
:
" إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى
صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ
وَأَعْمَالِكُمْ "
فالمقياس عند رب العالمين هو
القلب و العمل
" الحلال بيّن و الحرام بيّن و
بينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس، فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه و عرضه
ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا و إنّ لكلّ ملك حمى
ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا و إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه
و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب."
رواه البخاري
فإن صلح القلب صلح العمل و إن
فسد القلب فسد العمل
فالمقياس إذن هو القلب و العمل و
ليس الجسد البالي مصيره القبر لتتبقى الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير
أملا
( أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى
الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ *
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ
يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ)
بعد هذا أخي المعاق
أختي المعاقة ليست لكَ، و لكِ
حجة
في التخاذل و الاستسلام و التذمر
من الحياة
و تضييع الأوقات في أسئلة توردك
المهالك
فقم، من غفلتك هذه
و تحدى الصعاب
و تحدى إعاقتك فإن لك قدرة و
إرادة
و عزيمة لو أطلقت لها العنان
لبلغت المراد و حققت الأماني،
فلا تجعل الأماني رهينة بجسدك
حبيسة بتفكيرك السلبي،
و لا تقارن نفسك مع الأسوياء من
منطلق المقارنة المادية،
فهذا مقياس خاطئ
و إن احتجت لقدوات فما بوسعك إلا
البحث
و ستجد غايتك فما أكثرها من
قدوات
و ما أكثرها من نماذج تحدت
إعاقتها
و اعتبرتها دافعا و حافزا
قم
واجه
إعاقتك
و تحدى الصعاب
و لا تستسلــــــــم
و ابتســـــــــــــــم
للحيــــــــــــــــــاة
و خير ما أختم به هذه الرسالة
آملة أن تلقى استحسانا و قبولا :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
:
" إن الله تعالى قال : " إذا
ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة
"
رواه البخاري
و في الحديث الصحيح :
" ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب
و لا هم و لا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "

كلمات جميلة أخي الفاضل سفيان

شكراً جزيلاً لك و للموضوع الرائع

ننتظر منكم المزيد
:)

تحياتي و تقديري لك

أخوك فارس

بارك الله فيك

شكرا لك

» ذوي الاحتياجات الخاصة و التأهيل، ذوي الاحتياجات الخاصة ، التربية الخاصة
» دمج ذوي الاحتياجات الخاصة
» مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة
» كيف تتحدث مع ذوي الاحتياجات الخاصة
» هذا مانتعلمه من ذوى الاحتياجات الخاصة