تبدأ الجراحة بإحداث شق خلف الأذن في منطقة التقاء الأذن بالرأس
د.كريستين مولاوي*
تشكل الأذن البارزة لكثير من الناس مصدراً للضيق والإحراج خاصة لدى الأطفال. إذا كان الأمر كذلك فإن عملية تجميل الأذن تكفل تصحيح الأذن من حيث البروز والحجم وتحسين شكلها الخارجي بما يجعلها تبدو طبيعية. تهدف العملية إلى تصحيح الخلل في بنية الأذن والذي تشكل منذ الولادة وتطور مع النمو ليصبح واضحاً مع مرور الزمن، أو ترميم الأذن بعد التعرض لإصابة ما.
ومن خلال ما تحققه العملية من توازن في مظهر الأذن بالنسبة إلى الوجه فإن النتيجة هي الحصول على أذن تحاكي في شكلها العام الأذن الطبيعية. ولا شك أن تصحيح التشوهات لا سيما الطفيفة منها تعود بالفوائد الجمة على المظهر العام وتعزز من الثقة بالنفس. ولا تقتصر العملية على تحسين موضع الأذن والتغلب على البروز فحسب بل يمكن من خلالها تشكيل القالب الطبيعي للأذن أو تصغير حجمها أو تحقيق التطابق المنشود بين كلتا الأذنين. ويمكن إجراء العملية في أي مرحلة عمرية تلي سن الخامسة أو السادسة وهو الوقت الذي يتم فيه اكتمال نمو الأذن ووصولها للحجم النهائي. وحتى الحالات البسيطة من تشوهات الأذن قد يدركها الطفل في نفسه مما يدفعه للانعزال وعدم القدرة على التكيف مع أقرانه في المدرسة. وهكذا عندما يتعلق الأمر بعملية تجميل الأذن فإن من الحكمة إجراؤها في سن مبكر وتحديداً قبل التحاق الطفل بالمدرسة.
قبل وبعد العملية
* مالذي يحدث أثناء عملية تجميل الأذن؟
- يتم إعطاء الأدوية أثناء إجراء العملية من أجل راحة المريض. وتتراوح خيارات التخدير بين التخدير الموضعي أو المهدئات الوريدية أو التخدير العام. ويحدد الطبيب الجراح عادة النوع المناسب لحالة المريض.
تبدأ الجراحة بإحداث شق خلف الأذن تماماً على الثنية الطبيعية الواقعة في منطقة التقاء الأذن بالرأس، ومن خلاله يقوم الجراح بإزالة القدر اللازم من الغضروف والجلد بما يحقق النتيجة المرغوبة. وفي بعض الحالات يكتفي الجراح بتقليم الغضروف وإعادة تشكيله بواسطة غرز دائمة لتثبيت الغضروف في الوضع المطلوب. وفي حالات أخرى لا يستدعي الأمر إزالة أي جزء من الغضروف حيث يكتفي الجراح بوضع الغرز التي تحقق الوصول إلى القالب الطبيعي للغضروف وتقوم في الوقت نفسه بتثبيت الأذن في الموضع المطلوب حتى يتم الالتئام مما يدعم استمرارها في ذلك الوضع مستقبلاً.
تضمن العملية تصحيح الأذن بصورة دائمة
توفر جراحة الأذن نتائج فورية إلى حدٍّ بعيد في حالات الأذن البارزة ويمكن ملاحظتها مباشرة بمجرد إزالة الضمادات الأولية التي توضع بعد العملية لتحافظ على الشكل الجديد للأذن طوال المرحلة الأولى من الالتئام. وبينما تضمن العملية تصحيح الأذن بصورة دائمة لتبدو متناسبة طبيعياً مع الرأس تكون الندب الجراحية مخفية بعناية في الطيات الطبيعية خلف الأذن.
تشكل الأذن البارزة مصدراً للضيق والإحراج التعافي بعد جراحة تجميل الأذن
يتفاوت مقدار الوقت الذي يستغرقه المريض في الوصول إلى الشفاء التام من شخص لأخر. في الأيام الأولى يجب الحفاظ على الرأس مرتفعاً قدر الإمكان. كما يجب الامتناع عن أخذ الأسبرين وبعض الأدوية المضادة للالتهابات. ويمكن السيطرة على الألم بتناول الأدوية المسكنة. وقد يلاحظ بعض المرضى تورماً طفيفاً يستمر لعدة أسابيع. في حين تختفي الكدمات تدريجياً في غضون سبعة إلى عشرة أيام. ويتم إزالة الغرز من على الجرح بعد أسبوع من العملية.
بعد الجراحة، يُطلب من المريض ارتداء مشدّ أو ضمادة من الشاش لبضعة أيام أو لعدة أسابيع حتى تضمن للأذنين الشفاء على الوضيعة الجديدة بعد تصحيحهما. كما يوصى بارتداء المشدّ أو عصابة كالتي يرتديها الرياضيون للحفاظ على الأذن من الانثناء خاصة عند النوم. وينبغي تجنب العبث بالأذن كشدها أو ثنيها في الفترة اللاحقة للعملية الجراحية. في كثير من الحالات يصبح المريض قادرا على استئناف أغلب الأنشطة اليومية في غضون عشرة أيام أو أقل من ذلك. كما أن معظمهم يعود إلى مزاولة العمل بعد 7 - 10 أيام.
المخاطر المحتملة من عمليات الأذن التجميلية
لحسن الحظ أن المضاعفات الخطيرة من جراحات الأذن التجميلية نادرة. حيث يتم كل عام إجراء العديد من العمليات الناجحة لتجميل الأذن دون ان تشهد مشاكل رئيسية. ومن الأفضل مناقشة المخاطر والمضاعفات مع الجراح الذي سيقوم بإجراء العملية شخصياً أو مع أحد العاملين في فريق العيادة الخاصة به. وبشكل عام تتشابه الآثار الجانبية في معظمها بالنسبة لعمليات الأذن التجميلية، وتشمل إحتمالية حدوث تجمع دموي (تراكم الدم تحت الجلد مما يستدعي إزالته). والتهاب الجرح، واختلاف الإحساس في منطقة العملية، وما ينتج من ندب وحساسية، وتغير الهيكل الأساسي للأذن، والحاجة لزيارات المراجعة، وإجراء عملية ثانوية أو إضافية لمزيد من التعديل إذا لزم الأمر وذلك في الحالات التي لا يشعر فيها المريض بالرضى التام عن نتيجة العملية الأولى. ومن المضاعفات المحتملة أيضاً انتكاسة الحالة بسبب تفكك الغرز التي تم غرسها في الغضروف مما يؤدي إلى عودة الأذن إلى البروز بشكل جزئي أو تام أو عدم انتظام شكلها أو فقدان الثنية في الغضروف مما يترتب عليه ظهور طيات حادة أو تشوهات غضروفية. ويمكن المساعدة في تقليل المخاطر بالحرص على اتباع توجيهات الطبيب الجراح وما يذكره من نصائح وإرشادات قبل الجراحة وبعدها.
وجدير بالذكر أن بعض تشوهات الأذن يمكن تصحيحها في سن مبكرة بواسطة جبيرة خاصة. وتتمثل الفكرة في إعادة تقويم الغضروف الذي مايزال ليناً عند المواليد وتثبيته بالجبيرة للحفاظ على الأذن في الموضع الطبيعي، وتعد هذه الطريقة فعالة في تصحيح الأذن عند الأطفال ممن تبلغ أعمارهم دون الشهر السادس. ويتعين وضع الجبيرة لمدة أسبوعين عند الطفل حديث الولادة، أما إذا كان الطفل يبلغ شهره الأول فتوضع الجبيرة لمدة شهر، ولمدة شهرين إذا كان يبلغ من العمر شهرين، ولمدة شهرين ونصف إذا كان يبلغ ثلاثة أشهر، ولمدة ثلاثة أشهر على أقل تقدير إذا كان يبلغ شهره الرابع أو السادس.