(فلسطيني) من فئة متلازمة داون يحترف الرياضة ويمثل فلسطين في بطولة الأولمبياد

يستيقظ كل يوم في الخامسة صباحاً، يرتدي ملابسه البسيطة التي كان قد رتبها قبل نومه، ويقف أمام المرآة الخاصة به لتسريح شعره، يتطيب بالعطر ، كأي شاب في مثل سنه، ثم يخرج من باب البيت ملوحاً بيده ومبتسماً لأمه قائلاً ببراءة الأطفال :"مع السلامة".. ثم يسير في شارع بيته الترابي الممتد مع شارع المخابرات غرب مدينة غزة، موزعاً ابتساماته على الأطفال الذين يبدأون بالسلام عليه وهم في طريقهم لمدارسهم ؛ ثم يقف سيارة جمعية الحق في الحياة التي يمضي جزءا من يومه بين منتظراً جدرانها وسط أصدقائه الذين يشاركونه نفس الصفات.

محمود أبو شرخ ( 22 عاماً) أحد الشبان الذين يطلق عليهم في المجتمع اسم (منغولي)، يعيش وسط أسرة يملؤها الحنان والعطف، تتعامل معه كباقي أفرادها، بلا تمييز، سرعان ما ترعرع في أحضان أسرته؛ لتظهر عليه ملامح حبه للرياضة بكل أنواعها، فكان التلفاز بالنسبة خاصة وأنه يتابع البرامج الرياضية. (المنغولي) للمعرفة له شيئا مهماً، هو مصاب (متلازمة داون) أو (تناذر داون) أو (التثالث الصبغي 21 أو التثالث الصبغي g)، وهو مرض صبغوي ينتج عن خلل في الكروموسومات، حيث توجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه مما يسبب تغيرا في الإِرثات.

وتتسم هذه الحالة بوجود تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم، يصاحبها غالباً ضعف في العقل والنمو البدني.

أحلام الطفولة

إعاقته العقلية والخلقية لم تقف عائقاً أمام تحقيق أحلامه، التي تراوده منذ الصغر، بأن يجد نفسه بين الناس كشخصية
لها مكانة في المجتمع، فبدأ يطور نفسه من خلال ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم؛ فيبدو عليه عندما يلعب الكرة مع أبناء الحارة وكأنه يتخيل نفسه يلعب مع النجوم، فيقلدهم في حركاتهم التي يصعب على المحترفين تطبيقها.

التميــز..

علامات التميز بدأت تظهر في ملامح محمود وخاصة خلال التمارين الرياضية التي يتلقاها بالجمعية، فسرعان ما تم ترشيحه للسفر إلى رام الله، ليشارك في بطولة "الدورة الأولي للاستقلال في عام 2009 " للألعاب الرياضية التي شملت فلسطين والأردن، ليحصل على المركز الأول على مستوى أقرانه من (فئة متلازمة داون) كأفضل لاعب كرة قدم.
إصرار محمود وحبه للرياضة جعله يط ّور نفسه أكثر، فلجأ إلى رفع الأثقال، فسافر إلى سوريا وشارك في بطولة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا فحصل على المركز الثالث على مستوى البطولة في رفع الأثقال والملاكمة.

أحلامه..

محمود وخلال زيارته سوريا، زارالمكان الذي صُوِّر فيه مسلسل باب الحارة، وعاش جميلاً برفقة الممثلين وأصدقائه (فئة متلازمة داون)، وفي طريقه إلى يوماً أرض الوطن استقبله الغزيّون بالهتافات والأعلام، كالأبطال من معبر رفح حتي باب منزله وسط احتفال ضخم، ليجد صديقه بجواره في الطائرة يوقظه من أحلامه التي كان يتمنى أن تكون حقيقة.

يعود محمود بعد يوم ممتع مع أصدقائه في جمعية الحق في الحياة، قضاه بين العمل في منجرته، والدبكة الفلسطينية مع فرقته؛ فيفكر في مملكته الخاصة التي يتمني أن يقيمها، فهو يحلم بأن يتزوج ويقيم أسرة خاصة به، يعيش فيها مع أطفاله حياة سعيدة.

يومه بحري

البحر بالنسبة لمحمود مكانه المفضل، فهو على استعداد أن يمضي يوماً كاملاً وهو جالس على الشاطئ، حيث يعتبره للهروب من الناس، مكاناً رغم أنه شخصية محبوبة في محيط سكنه يحترمه، لأنه غير عدواني، لكن سرعان ما يتحول إلى عدواني حال تعرضه للأذى.

عندما أنهيت الحديث معه اصطحبني لغرفة الحاسوب وجلس، ثم أعطى لتشغيل الكمبيوتر، وبدأ يتصفح مواقع الانترنت، حتى فتح أمراً لعبة (جيمزر) عبر الانترنت التي يصعب على السليمين عقلياً لعبها، وأخذ يتفاعل مع اللعبة التي يكون خصمه فيها شخصاً آخر سليما، ويستعد محمد حالياً للسفر إلى اليونان للمشاركة في بطولة الاولمبياد حول العالم.

مـنـقـــــــــــــول

ما شاء الله تبارك الله

أسعد الله محمود ووفقه بأوليمبياد الخاص
و يضيف للرصيد العربي ذهبية

فقط{ مسألة مسمى المنغولية هذا }
لا أعلم حتى الآن
لماذا يتمسكون به رغم عدم لياقته

الله المستعان
حفظك الله أختي أم ياسمين
و شكراً جزيلاً لكم
و مرحباً بكم بيننا
فارس

بارك الله فيك