رغم صغر سنها (15 عاماً) إلا أنها عاشقة
للبحث والمعرفة في كل ما هو جديد في مجال العلوم والتكنولوجيا، ويلازمها
دائما الشعور بأن لديها الكثير من الابتكارات والاختراعات، لذلك تعتمد على
تثقيف نفسها بقراءة الصحف والمجلات العلمية والكتب التي تتناسب مع مرحلتها
العمرية ولم تتردد في أن تلتحق "بالنادي العلمي" الذي انشأ مؤخراً في
مدرستها، ونجحت في أن تكون إحدى مبدعاته وذلك بشهادة أساتذتها، إنها سمية
حسنى عمر الطالبة بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة طيبة الخاصة بدمنهور في
محافظة البحيرة شمال مصر.
حرصت "سمية" دائما على مشاهدة البرامج العلمية حيث اهتمت مبكرا ببرنامج "
العلم والإيمان" للدكتور مصطفى محمود وبرنامج " الإعجاز العلمي للقرآن"
للدكتور زغلول النجار، وعندما بدأت تتضح ملامح الإبداع والابتكار لديها
التحقت "بنادي العلوم" بمدرستها وذلك بناء على تشجيع مدرس مادة العلوم، وفي
تلك الأثناء جاءتها فكرة ابتكار جهاز لقياس كهربية مخ الإنسان السليم
وكذلك مريض السكري والكبد أثناء الغيبوبة.
الجهاز مكون من دائرة كهربية ومقاومات
"وترانس" ووصلة ثنائية مسؤولة عن تحويل التيار المتردد إلى تيار ثابت
و"فولتا ميتر" يحتوى على مؤشر لقراءة الكهربية وهو موصل بسلك مثبت بطرفيه
قطعتان من المعدن، والجهاز يعتمد على وضع قطعتي المعدن خلف كل من الأذن
اليمنى واليسرى للمريض لأنها تعتبر أقرب منطقة للمخ يسهل من خلالها قياس
فرق الجهد عن طريق الفص الأيمن والأيسر للمخ.
ورغم بساطة الجهاز إلا أنه يتسم بالدقة في قياس كهربية الجسم حتى أنه يمكن
من خلاله إنقاذ حياة مريض السكري والكبد وخاصة لحظة الشعور باقتراب حدوث
الغيبوبة، وبذلك يمكن إجراء الإسعافات الأولية والاحتياط قبل حدوثها، وقد
أشرف على الجهاز رئيس "نادي العلوم" بالبحيرة وشاركت به سمية في العديد من
المعارض العلمية والتي تقام بصفة دورية بمدارس دمنهور.
وبالنسبة لتكلفة الجهاز فهي بسيطة لا تتعدى ال50 جنيهاً كما أنه الجهاز
الوحيد من نوعه الذي يجمع بين أكثر من فائدة في قياس كهربية المخ للإنسان
السليم ومريض السكري والكبد، بخلاف الأجهزة الطبية الأخرى والتي تتفرد بكل
فائدة على حدة في جهاز مستقل، وتتمنى سمية حسنى أن تقوم إحدى الجهات
العلمية بتبني الجهاز حتى يتم تعميمه على جميع المستشفيات.
منقول