أمهات: فوق العادة! (1)

تغيرت الظروف وازدادت التحديات التي تواجهها الأمهات، فتغيرت بالتبعية الصورة النمطية عن «الأم المثالية»، ولذلك تعرض «سيدتي» في هذا الملف قصة غير عادية، أو موقفا، أو مشهدا تتجلى فيه تضحية الأم، وليس شرطًا أن تعاني الأم من ضيق ذات اليد، وأن تطرق كل باب لتدبير نفقات الأولاد، وليس شرطًا أن ترتبط الأمومة المثالية بالترمل أو الانفصال عن الزوج، فقد يشارك الأب في صنع «الأم المثالية»، وقد تكون الأم حائزة على الماجستير والدكتوراه، وتنجح في تخريج أبناء وبنات ناجحين، وتساهم في الوقت ذاته في مساعدة الآخرين.. إليكم قصص ومواقف لأمهات فوق العادة.

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcQeozq1IgNfzh9YBcwY0vGYV9r3ZHMG2PEs7taIMTCTq85gOWISuw

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcQeozq1IgNfzh9YBcwY0vGYV9r3ZHMG2PEs7taIMTCTq85gOWISuw

سعودية: استطاعت «لولوه ناصر الخزيم»، ربة منزل وأم لستة أولاد - ثلاثة ذكور وثلاث إناث أكبرهم 25 عامًا، وأصغرهم 4 أعوام- أن تشجع أولادها على الاختراع، وكان ابنها فارس وشقيقته رادا أصغر مخترعين سعوديين، وتقول لولوه: منحت أبنائي رعاية غير عادية، كنت أهتم بتغذيتهم، وأوفر لهم الألعاب المحفزة على التفكير، وأمارس معهم تدريبات الذكاء.

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcTPSdk2NjOl0aGtPiko9bPd3em9UgADkxIUJEnDIilxTP4zUehrtw

وعن نبوغ ابنتها رادا تقول لولوه: شاركت باختراعها في الملتقى الخامس للمخترعين، وحصلت على لقب أصغر مخترعة سعودية من اللجنة السويسرية إيفيا وعمرها 7 سنوات، ثم فازت بالميدالية الذهبية، وحصلت على لقب أصغر مخترعة عالمية وعمرها 10 سنوات، ولم يصنع من اختراعاتها سوى واحد فقط، كانت تكاليفه معقولة، بينما تصنيع بقية الاختراعات مكلف جدًا، وأهم صعوبة تواجهني عدم تفهم الشركات السعودية أنّ لدينا مخترعين عالميين، وبالإضافة إلى تشجيع كل منهم على الاختراع، فإن أولادي يستشيرونني في شؤونهم الخاصة، وأتمنى أن يكونوا نماذج طيبة للشباب داخل المملكة وخارجها، وأتمنى من الجهات المعنية المتابعة في رعاية وتشجيع الموهوبين.

أمهات: فوق العادة! (1) IMG00284-20101222-0759

إماراتية: في العاصمة الإماراتية أبوظبي، التقينا مريم الكتبي «أم مطر»، التي تعمل في الإتحاد النسائي، حيثُ قالت: تزوجت منذ كان عمري 12 سنة، وكنت أعيش مع زوجي وأهله وعيال أخته، وكانت أمه ضريرة، قمت بخدمتهم جميعًا محتسبة صابرة، وتحملت الحياة معه بحلوها ومرها، وأنجبت ابني البكر مطر - مهندس كمبيوتر حاليا - وأنا في الخامسة عشرة، ثم أنجبت محمد - مهندس طيران - وبعد ذلك حمدة، وبعدها سعيد - مهندس ميكانيك-، وكلهم متزوجون، وعندما بلغ ابني العود «مطر» الثانية عشرة تزوج أبوه علي، وكان مطر يبكي ويقول لي: «أبوي تزوج وأنت أيضا سوف تتركيننا وتتزوجين»، فكنت أطمئنه: «أنا وياكم وما راح أودركم (أترككم)»، وتوالت زيجات زوجي وأنا صابرة مع أولادي، لكن بعد زواجه الثالث، طفح بي الكيل وانفصلنا، وبقيت في البيت أتابع شؤونهم ودراستهم وحياتهم، وحتى الآن -مع أنهم تزوجوا- لا أنام حتى أطمئن عليهم...

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcR-uTeAtx4ptm2IXYkGf-CA1xHD5eWpGvCnScrIi5nA9y-udLnxLw&t=1

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcR-uTeAtx4ptm2IXYkGf-CA1xHD5eWpGvCnScrIi5nA9y-udLnxLw&t=1

بحرينية: طموحها العلمي لم يشغلها عن واجباتها كأم وزوجة، ونجحت الدكتورة إيمان الناصر بامتياز في تغيير الصورة النمطية للأم المثالية، حيثُ تشغل د. إيمان وظيفة خبيرة بمركز البحوث والتطوير في وزارة التربية والتعليم بالبحرين، وأمينة سر مجلس التعليم العالي، وفازت بجائزة الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح للأم المثالية الخليجية.
عن دورها في تفوق أولادها تضيف الأم المثالية الخليجية: لدي خمسة أولاد، أربعة منهم أطباء، وهم: د.طلال، ود. هند، ود. مها، وتدرس رنا في طب الأسنان، ثم الصغرى ندى لديها إعاقة ذهنية، ولكنها موهوبة في الرسم والموسيقى، وشاركت برسوماتها في معارض، وبعدما تزوج اثنان من أبنائي أصبحت جدة.

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcRGcyTvK24FPBRqIcdkuCyE8J1LcI3WgBtFRo4_REInLlmp003fEC93Dl4

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcRGcyTvK24FPBRqIcdkuCyE8J1LcI3WgBtFRo4_REInLlmp003fEC93Dl4

وعن سر فوزها بجائزة الأم المثالية خليجيًا، تقول د. إيمان: كان أكبر تحدٍ عندما قررت الاحتفاظ بابنتي ندى بعدما علمت بعد الحمل أنها ستكون معاقة، ونصحني كل من حولي بالتخلص من هذا الحمل، ولكني خشيت أن أُبتلى بإصابة أحد أبنائي الأصحاء، فحافظت عليها، ونجحت في التحدي، ولم أحزن يومًا على إعاقتها...
أردنية: كلهم يعرفونها كأم مكافحة، إنها نجوى ريان (57 عامًا) التي تحدت المجتمع الذكوري، وحدت ظروفها الاجتماعية الصعبة، حين انفصلت عن زوجها لتجد نفسها وحيدة ومصابة بأمراض، ومضطرة إلى الانهماك في العمل لتأمين أفضل تعليم لأبنائها، ولا تهم طبيعة العمل، ولا المشاق التي لا يتحملها سوى الرجال.
نجح أبناؤها بامتياز، فابنتها شيري 27 عامًا تخرجت ضمن العشرة الأوائل في العلوم التطبيقية، وابنتها الوسطى شجن -21 عامًا– طالبة في قسم الترجمة، وابنها الأصغر محمود –20 عامًا– يدرس الطيران في الأكاديمية الدولية العربية للطيران.

أمهات: فوق العادة! (1) Images?q=tbn:ANd9GcRGcyTvK24FPBRqIcdkuCyE8J1LcI3WgBtFRo4_REInLlmp003fEC93Dl4

بينما هي تشرف على بناء فيللا، التقتها «سيدتي» وسألتها: كيف نجحتِ فيما يفشل فيه آباء كثر؟ أجابت بثقة: في الأصل كنت أعمل ممرضة، ولم يعد الراتب يكفي، فاستقلت وعملت في المقاولات والتمديدات الصحية، كنت أسلك المجاري، وأعبّد الطرق، وأعمل بيديَّ في الورش كأي رجل؛ لأعلم أبنائي من عرق جبيني، ورفضت كل مساعدة، وكنت لهم الأم الحنون والأب الحازم، والتضحية الأصعب حين أغيب عنهم في الليل لإصلاح شيء عاجل لزبائني، أو لإنهاء ورشة عاجلة.
من جانبها تبدي ابنتها الكبرى شيري فخرها واعتزازها بكفاح والدتها، ولا تخجل، بل تعطي رقم هاتف والدتها لزملائها إن احتاجوا خدماتها، وشاركتها شقيقتها شجن أحاسيس الامتنان والشكر لتضحيات الوالدة....
منقول

بارك الله فيكم

يعطيك العافية
شكراً لك وبارك الله فيك