هيَّجتِ فيني يا مليحُ مَشاعِري ** و المدحُ فيكِ جَوُّ لَيلٍ شاعِر
و هَتكّتِ أسرارُ الفؤادِ بنظرةٍ ** و القلبُ رَفرَفَ في سماكِ طائرِ
و العينُ حارَبَها المنامَ و لَم تَعُد ** تهوى المَنامِ مِثلُ عَيّنِ العامري
السُهدُ أبّلاها وأرَّق ليلُها ** حتى أشّتكى مِنها سريري الدائري
فهجرتُ ذاك السريرِ مُهَروِلاً ** أحسستُ فيني شوبُ نارٍ زمهَري
وسمِعتُ حَوّلي صَوتُ أُمي ما بِكَ ** ما حلَّ بك أيّن أنتَ سائرِ ؟
فكتمّتُ عَنّها ما يَجول بخاطري ** لا شيَّ أُمّي حُلّمُ ليلٍ عابري
حتى إِذا خَيّطَ الصَباحِ قَد أنبَّرى ** وداعي الصلاةِ باّلأذانِ يُزمجّري
أطلقتُ رِجّلي إلى الصلاةِ مُسرِعاً ** بالّقُربِ مِنّا مَسجِداً لّلأَشعري
في السجدةِ الأولى دعَوّتهُ راجياً ** رباً رحيماً بأَن يُهَدّي سرائري
و في السجدةِ الأُخّرى رَجوّتهُ قادِراً ** يَلُِمَّ شَمّلي بالّحَلالِ بآسِري
مِن بَعدِ سبعٍ قَدّ أُجيبتّ دَعّوتي ** والّتَمَ شَمّلي بالّذي فِي خَاطِري
حمداً إِلاهي لا تُفَرّق شَمّلنا ** رَبّاهُ شُكراً على التَمَامِ آخِري
وصلاةُ رَبّي على النَبِيّ مُحَمَدٍ ** خَيّرُ الأَنَامِ على الأَنامِ ظاهِر
بَعّدادِ مَنّ لَبّى و طَافَ بِبَيّتهِ ** يرجوا إِلاهاً واحِداً أَن يَغّفرِ
فالرّبُ يَغّفِرُ كُلَ ذَنّبٍ وزَلةٍ ** إلاّ إِذا قَد كان شِركاً أََكبرِ