وليتم ذلك لابد من تعريف من هو الموهوب، وأيضًا تحديد طرق الكشف عنه لرعايته، ويدخل ضمن فئة المراهقين الموهوبين ذوي الحاجات الخاصة إذ إن بينهم العديد من الموهوبين الذين يتميزون بالذكاء، وبفكر ابتكاري وإنتاج ابتكاري، وهو ما يجعلهم ثروة يستحقون لأجلها الرعاية.
وعلميًا تتعدد المصطلحات التي تعبر عن مفهوم الطفل الموهوبGifted Child، مثل مصطلح الطفل المتفوق Superior Child، أو مصطلح الطفل المبدع Creativechild، أو مصطلح الطفل الموهوب Talented Child.
ومهما يكن من أمر هذه المصطلحات فإننا نجد هذه المصطلحات تعبر عن فئة من الأطفال غير العاديين وهي الفئة التي تندرج تحت مظلة التربية الخاصة، ومن هنا ظهرت بعض المبررات التي تعتبر موضوع تربية الموهوبين موضوعًا رئيسًا من موضوعات التربية الخاصة.
وتبدو هذه المبررات فيما يلي:
- تشكل نسبة الأطفال الموهوبين حوالي 3 في المئة وتقع هذه النسبة على طرف منحنى التوزيع الطبيعي لاختلاف قدرات هذه النسبة من الأطفال عن بقية الأطفال العاديين.
- حاجة الأطفال الموهوبين إلى برامج ومناهج تربوية تختلف في محتواها عن برامج الأطفال العاديين ومناهجهم.
- حاجة الأطفال الموهوبين إلى طرائق تدريس تختلف في طبيعتها عن طرائق التدريس المتبعة مع الأطفال العاديين.
وعلى أرضية المبررات السابقة تم إدراج موضوع تربية الموهوبين تحت مظلة التربية الخاصة، إذ تتطلب فئة الأطفال غير العاديين برامج ومناهج تربوية وطرائق تدريس تتميز في طبيعتها عن تلك البرامج والمناهج المتبعة في تدريس الأطفال العاديين.
قد يبدو هؤلاء الأطفال عنيدين أو مستهترين بأهمية نجاحهم في المدرسة حتى إنهم يشكلون تحديًا للآباء والمدرسين.
ومع ذلك لابد أن ندرك جيدًا أن هؤلاء الأطفال المبدعين غريبي الأطوار وغير المتوافقين مع المجتمع من حولهم هم الذين يلهمون أندادهم ويؤثرون فيهم ويسهمون بكفاءة في المجتمع، عبر ميادين العلوم والفنون، وذلك بقدرتهم على التفكير غير المألوف، أو بشكل مختلف عن الآخرين.
لكن مع مرور الوقت يمكن أن يتعلم المدرسون كيفية التعرف على المفكرين المبدعين،
فهناك خصائص واضحة منها:
التفكير المختلف: فهؤلاء الطلاب المبدعون رغم أنهم يدخلون البهجة والسرور
على قلوب الكبار، لكنهم أحيانًا يحيرونهم، فعندما يطلب منهم المدرس توضيح الإجابة يبدو الواحد منهم أحيانًا غير واثق منها، أو غير قادر على شرح الكيفية التي توصل بهاإلى الحل أو ربما غير مقتنع بها أحيانًا.
وقد يغضبهم أن يوجه إليهم سؤال ما أو يجبروا على شرح أو بيان أفكارهم.
القلق: يظهر على الطلاب المبدعين نوع من القلق خصوصًا عندما يطلب شخص كبير من أحدهم توضيح كل خطوة من خطوات عملية التبرير لمعرفة معنى تصرفاتهم.
التأمل: يميل الأطفال المبدعون إلى أحلام اليقظة ويتوقفون أحيانًا عن واجباتهم والمشاركة في حجرة الدرس، وربما كانوا مزعجين ومسببين للفوضى.
وتوقع أن تراهم ينظرون إلى الخارج من نافذة حجرة الدرس أو يحدقون في الفضاء بشكل يجعل الآباء يدركون حاجة هؤلاء الأطفال الموهوبين لقضاء وقت في التأمل والتفكير.
صعوبة التنبؤ بأفعالهم: لا يمكن لأحد أن يتنبأ بأفعال الطلاب المبدعين، فمن الصعب أن تعرف متى سيثير موضوع معين اهتمامهم.
حب الهوايات: يتحمس هؤلاء الأطفال لهوايات وأنشطة معينة أو لأشياء تثير انتباههم، اختاروها بأنفسهم، مثل كتابة الشعر أو القصص أو دراسة التاريخ.
حب الرحلات: لديهم استعداد كبير لعمل الرحلات والتنظيم لها والمشاركة الفعالة في انجاحها.
حب القيادة: لديهم استعداد عال في قيادة المواقف أو اللعب بالحاسوب، ويتوه الأطفال الموهوبون أحيانًا مع عواطفهم ويحق للآباء أن يقلقوا عندما يقضي الطفل الموهوب ساعات لا حصر لها في عمل محدد.كذلك لديهم حب وميل غير عادي لاستخدام الحاسوب.
عدم الالتزام: رغم ذكائهم الشديد في بعض النواحي إلا أن الأطفال المبدعين لا ينتبهون في بعض الأحيان للتفاصيل، وعادة لا نرى من ورائهم جدوى في التزامهم بالمواعيد
النهائية لإنجاز شيء ما، فالإدارة الجيدة للوقت ليست من سماتهم، لذلك يحتاج إلى استراتيجيات خاصة لمساعدة الطلاب في الاستمرار في العمل والإنجاز.
النقاش المفتوح: يميل المفكر الموهوب إلى النقاش المفتوح والحوار المتصل، ولا شيء يغضبه أكثر من اختصار النقاش للقيام بمراجعة أخرى، أو طلب منه التقيد
والامتثال، لذا يعيش الأطفال المبدعون على تجارب تعليمية مفتوحة الجانبين أو تلك التي لا تحتاج إلى إجابة أو حل أو طريقة استكشاف واحدة.
ويمكن التعرف على معظم هؤلاء الطلاب بملاحظة استعدادهم لتحدي الافتراضات والمسلمات ودراسة الأمور من وجهات نظر مختلفة.
ملحوظة مهمة: كل فرد من الأطفال المبدعين والموهوبين لديه قدرة واستعداد يميل إليه ميلاً شديداً ويناضل من أجل إثبات أهمية العلم الذي يتبناه.
يذكر «مارلند» MARLEND أن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء متميزًا في التحصيل الأكاديمي وفي بعد أكثر من الأبعاد التالية:
- القدرة العقلية العامة.
- الاستعداد الأكاديمي المتخصص.
- التفكير الابتكاري الإبداعي.
- القدرة القيادية.
- المهارات الفنية.
- المهارات الحركية.
إن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية على الإبداع، وقدرة على الالتزام بأداء المهمات المطلوبة منه.
ويجمع الاتجاه الحديث في تعريف الطفل الموهوب على عدد من المعايير، وقد يكون التعريف التالي ممثلاً لذلك الاتجاه الحديث وهو: الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء مميزًا مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من الأبعاد التالية:
- القدرة العقلية العالية.
القدرة الإبداعية العالية.
- القدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع.
- القدرة على القيام بمهارات متميزة كالمهارات الفنية أو الرياضية أو اللغوية ...إلخ.
- القدرة على المثابرة والالتزام والقوة الدافعة العالية، والمرونة، والاستقلالية في التفكير كسمات شخصيته وعقلية تميز الموهوب عن غيره، إضافة إلى خصائص عقلية وجسمانية ووجدانية ملحوظة من جانب المحيطين به لرعايته.