تمكن رحالة سوري أجرى نحو سبع عمليات جراحية لتجاوز إعاقته بشلل الأطفال من قطع أكثر
من 18 ألف كم سيرا على الأقدام ضمن الرحلة الإنسانية "لا للشلل.. لا للإعاقة"
ويستعد المهندس سليمان معصراني (38 عاما) هذه الأيام لرحلة جديدة ضمن برنامج "القافلة العربية لتوعية العالم ضد الإيدز" التي ستقوده إلى جميع العواصم العربية.
لم يخطر ببال سليمان يوما أن يقوم بهذه الأسفار لولا حادثة صغيرة جرحت كبرياءه، كما يقول، وتمثلت برفض صاحب إحدى الشركات الخاصة توظيفه مهندسا طبوغرافيا بعد اجتيازه كل الاختبارات، قائلا "نحن لا نشغل معاقين"، مع أن سليمان دخل إلى المدير سيرا على قدميه بعد استغنائه عن العكازين!!.
قرر سليمان الذي صدمه رفض المدير وسخريته العودة إلى منزله سيرا على الأقدام، ليقطع مسافة 38 كيلومترا من موقع الشركة إلى منزله وسط العاصمة السورية، وكان ذلك التحدي الأول الذي بدأ معه مشوار الرحلات سيرا على الأقدام.
الرحلة الأهم التي قام بها سليمان تمثلت بمسير إنساني طويل دعما لبرنامج "منظمة الصحة العالمية" للقضاء على شلل الأطفال بدأ في فبراير/ شباط 2004 وقطع 18780 كيلومترا خلال عام ونصف من الزمن لتنتهي الرحلة في أغسطس/ آب 2005، وشملت الرحلة الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت ثم السعودية لأداء فريضة الحج ومصر وإيران وأوزبكستان وأذريبجان وكزاخستان وسوريا.
رحلة جديدة
ويحضر معصراني اليوم لرحلة لا تقل أهمية ضمن برنامج تعده "منظمة الصحة العالمية" للوقاية من مرض الإيدز. ويقول إن المهمة الجديدة تتضمن السير على الأقدام في 22 دولة عربية من الحدود إلى العاصمة، وترعى تلك الرحلة جامعة الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية.
وسيتم خلالها عقد ندوات ومؤتمرات جماهيرية للتوعية بمخاطر الإيدز وتوزيع نحو 100 مليون كتيب و"بروشور" وملصق للتوعية من مخاطر المرض.
وتبدأ الرحلة الجديدة في الأول من أبريل/ نيسان المقبل وهو يوم الصحة العالمي، وستنطلق من مقر الجامعة العربية بالقاهرة، في حين بدأت من الآن خطوات التحضير للرحلة من خلال برنامج للقاء وزراء إعلام وصحة في الدول العربية لترتيب عقد المؤتمرات والندوات. أرقام قياسية
سليمان يأمل أن يعين سفيرا للأمم المتحدة لذوي الاحتياجات الخاصة (الجزيرة نت)
ويأمل معصراني أن يعين سفيرا للأمم المتحدة لذوي الاحتياجات الخاصة، ويشير إلى أنه يراسل رئاسة منظمة الصحة في جنيف حول هذا الموضوع، كما قدم وثائقه إلى هيئة الموسوعة العالمية للأرقام القياسية "غينيس" كي يسجل اسمه فيها باعتباره سار ثلاثة أضعاف المسافة المسجلة حاليا في "غينيس" البالغة 6400 كم.
مهمة معصراني ليست سهلة كما يؤكد، فإضافة للتعب والجهد الكبير في السير ضمن جميع الظروف المناخية والإجراءات الإدراية المعقدة هناك حوادث يتعرض لها، أخطرها كان في أذربيجان عندما واجهه لصوص مسلحون سلبوه ما كان يحمله وضربوه بعنف ما أدى إلى نزف في كليته يعالج منه حتى الآن.
ورغم غيابه الطويل عن زوجه وطفليه الذين لا يراهم إلا كل بضعة أشهر يشعر بارتياح عميق لأهمية الرسالة التي يحملها، أملا بأن تحقق جولته المقبلة النجاح في تحصين مجتمعاتنا العربية ضد "الإيدز".
ابو ميزو(منقول من قناة الجزيره)