د. فهد بن ناصر العبود مع زيادة حجم محتوى الإنترنت وتضاعف المعلومات على الشبكة في فترات زمنية قياسية، يزداد عدد المواقع والصفحات الإباحية وغير الأخلاقية على الإنترنت، وهذا يقلق الآباء على أبنائهم في أثناء تصفحهم الإنترنت. تعددت وتنوعت وسائل فلترة وترشيح الإنترنت للحد من الصفحات والمواقع غير المرغوبة، منها على سبيل المثال تنزيل بعض البرامج التي تحجب المواقع الهابطة، أو فحص جهاز الحاسب الآلي بعد انتهاء الأبناء من استخدامه عن طريق بعض البرامج أو اتخاذ بعض الاحتياطات الأخرى من جانب الأسرة كوضع جهاز الحاسب الآلي في أماكن مفتوحة من المنزل كالصالة مثلاً، أو أي مكان آخر بحيث يمكن رؤية شاشة الجهاز من أكثر من زاوية، أو إشراك كل طفلين في جهاز واحد. وعلى الصعيد التقني ظهر نوع من الشبكات التي توفر مواقع وصفحات إنترنت نظيفة. هذه الشبكات تعتمد آلية عمل تسمى القوائم البيضاء، وهي قوائم تحتوي على مواقع وصفحات تمت إضافتها لهذه القوائم بعد التأكد من سلامة محتواها. بحيث لا يضاف أي موقع أو صفحة لهذه الشبكة إلا بعد التأكد من عدم احتوائه على صفحات إباحية أو غير أخلاقية. وآلية عمل هذه القوائم، أنها تسمح باستقبال رسائل البريد الإلكتروني من قائمة محددة من الأفراد والمواقع لكي تضمن عدم إضافة مواقع وصفحات جديدة تحتوي على مواد هابطة أخلاقياً لهذه الشبكات. والهدف من ذلك حصر الوصول إلى محتويات شبكة الإنترنت بناء على المحتوى، وذلك لمنع الأطفال من الوصول إلى محتوى غير مقبول أخلاقياً، والآلية المعتمدة في هذه القوائم تحد بشكل كبير من الوصول إلى المواقع الهابطة وغير الأخلاقية. لكن تظل الثغرات التقنية موجودة ويمكن النفاذ من خلالها، وتأتي الرقابة الذاتية النابعة من القيم الدينية والتربية السليمة أهم من كل وسائل الاحتياطات والاحترازات الممكن اتخاذها، وهي خط الدفاع الأول ضد كل هذه المخاطر. كما أن التوعية السليمة تعد عنصرا رئيسا في الموضوع والتعريف بإيجابيات الإنترنت وأهميتها في حياتنا، ومضارها وسلبياتها وغرس المفاهيم السليمة والصحيحة لدى النشء عند استخدام الإنترنتا وتبنّي مفاهيم سليمة مثل "إنترنت نقي" والاستخدام الأمثل للتقنية، وهكذا إذا اجتمعت رقابة ذاتية مع رقابة تقنية واحتياطات تقليدية من جانب الأسرة، فإنه يمكن الحد بشكل كبير من خطر هذه المواقع على الأطفال
الرياض