ظهر، حسب آخر الدراسات العلمية، أن درجة
الذكاء تتحدد مسبقًا، وقبل الولادة، في دهاليز الأساس الأول للتكوين وهو
المورثات، أو الجينات.
وتقول الدراسة، التي أجريت على عدد من التوائم،
إن قابلية تحقيق درجات عالية في اختبارات الذكاء ترتبط بكثافة ما يعرف
بالمادة الرمادية في الدماغ ودرجته، وهو أمر يعتمد إلى حد كبير على
المورثات.
وقام العلماء، الذين أجروا دراستهم في الولايات المتحدة،
بمقارنة عشرين زوجًا من التوائم، نصفهم من التوائم المتطابقة والنصف الآخر
من التوائم الاعتيادية غير المتطابقة.
وتم فحص أدمغة هذه التوائم باستخدام جهاز للكشف الطبي له القدرة على التمييز بين المادة الرمادية والمادة البيضاء.
وتسمى المادة الأولى بالرمادية بسبب لونها الظاهر للعين المجردة، وهي المناطق في الدماغ المتكونة من رؤوس أو نهايات الخلايا العصبية.
أما
المادة البيضاء فهي الاسم الذي يطلق على أجزاء الدماغ والنخاع الشوكي
المسؤولة عن الاتصالات بين مناطق المادة الرمادية وباقي مناطق الجسد.
وتبين
للعلماء أن التوائم المتطابقة، التي تتشابه معظم مورثاتها، كان لها نفس
حجم المادة الرمادية وكثافتها، وهو ما لم يجدوه في التوائم غير المتطابقة،
التي عادة ما تحمل نصف المورثات المتشابهة فقط.
الاختلافات الجينية
وخلص
العلماء إلى أن الاختلافات أو التشابهات الجينية هي العامل المحدد للفروق
بين الأفراد في أشياء ذات أهمية حاسمة كدرجة الذكاء، والقدرات اللغوية.
ويشير الفريق العلمي إلى توصله لنتيجة مفادها أن التركيب الهيكلي للدماغ يخضع لسيطرة جينية صارمة وواسعة.
وهذه السيطرة تغطي المناطق المسؤولة عن نمو وتطور المقدرة اللغوية والذكاء الموجودة في مقدمة الدماغ.
المادة الرمادية
وتوضح
الدراسة أن "كمية المادة الرمادية، وعلى الأخص عند الأفراد الأكثر تشابهًا
من ناحية المورثات، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باختلافات التركيب الهيكلي
للدماغ، ومن ثم درجة الذكاء والقدرات الملحقة بها".
يشار إلى أن العلماء كانوا يعلمون منذ فترة بوقوع المادة الرمادية في مركز موضوع الذكاء في الدماغ.
ولكن هذه هي المرة الأولى التي درس فيها الباحثون مسألة الربط بين نتائج جهاز الكشف على الدماغ واختبارات الذكاء
منقول