موضوع: الاعتلال والعجز والإعاقة والاضطراب الإثنين 24 يناير - 19:14
Impairment الاعتلال (القصور)
انبثق مصطلح الاعتلال منالأدبيات الطبية للإشارة إلى الوضع الذي يعقب الإصابة بمرض ما. فالاعتلال هو أيفقدان لجزء من أجزاء الجسم أو أي وضع جسمي غير طبيعي.
وأصبح هذا المصطلح متداولاًويستخدم يستخدم أيضاً للإشارة إلى أي مشكلة في الوظائف النفسية. وقد يكون الاعتلالمرئياً أو غير مرئي وقد يكون مؤقتاً أو مزمناً.
والاعتلال كحالة إذا لم يتمالتعامل معها بشكل فعال وفي الوقت المناسب قد تتحول إلى حالة عجز أوً إلى حالةإعاقة دون المرور بحالة العجز.
وتحاول المجتمعات الإنسانية منع حدوث الاعتلال أو الإصابة من خلالإجراءات الوقاية من المستوى الأول، ومنع تحولها إلى حالة عجز من خلال إجراءاتالوقاية من المستوى الثاني.
وغالباً ما يستخدم مصطلح الاعتلال، وبخاصة في اللغة الانجليزية، عند الحديثعن مظاهر الضعف الحسي والانفعالي على وجه التحديد.
وعلى أي حال، فإن أدبيات التربية الخاصةتستخدم كثيرا مصطلح الاعتلالباعتباره مرادفاً لمصطلحي العجزوالإعاقة.
Disability العجز
يشير مصطلح العجز إلى أي حالة مؤقتة أو دائمة تنتج عن إعتلال ما. وغالباً مايستخدم هذا المصطلح لوصف نقص القدرة على تأدية الوظائف أو إلى فقدان عضو من أعضاءالجسم أو أحد أجزائه.
فهو حالة تحدّ من قدرة الفرد على تأدية بعض المهمات (مثل التكلم أوالسمع) كغيره من الأفراد.
وبالرغم من أن مصطلح العجز غالباً ما يقترن بالمشكلات الجسمية فإنه يستخدمأيضاً للإشارة إلى المشكلات التعلمية وإلى مشكلات التكيفالاجتماعي.
وحالة العجز ذات أبعاد موضوعية يمكن قياسها ووصفها بدقة من الناحية الطبيةًكما في شلل الرجلين أو فقدان إحدى اليدينمثلاً.
وليس بالضرورة أن يكونالشخص الذي يعاني من عجز ما إنسانا معوقاً وربما يكون معوقاً في ظرف ما وغير معوقفي ظرف آخر.
فالشخص ضعيف البصر مثلاً يكون أكثر عجزاً في بيئة غير مألوفة في حين أنهيكون أقل عجزاً بل وربما أوفر حظاً من الشخص المبصر في الأوضاع التي لا تتطلباستخدام حاسة البصر.
وكذلك فإن الطالب الذي يعاني من شلل سفلي ومعامل ذكائه (120) درجة هو شخصمعوق حركياً وقد يحتاج إلى كرسي عجلات ولكنه ليس معوقاً على مستوى التحصيلالأكاديمي.
كذلك فإن الطالب الذي فقد أحد أطرافه لن يكون معوقاً إذا استخدم طرفاًاصطناعياً بنجاح واستطاع بها تأدية الأدوار المتوقعة منه في المدرسة دون صعوبات.
وتمشيا، مع أدبيات التربيةالخاصة، فقد استخدام مصطلحا العجز والإعاقة في هذا الدليل بشكل تبادلي وكأنهمايعنيان الشيء نفسه.
والعجز إما أن يكون عجزا خلقيا (Congenital Disability) أو عجزا مكتسبا (Acquired Disability) .
فعندما تكون حالة العجز موجودة لدى الإنسان منذ لحظة الولادة فهي تسمىبالعجز الخلقي.
ويشار إلى هذا العجز بعدة مصطلحات أخرى وأكثرها شيوعا التشوهات الخلقية (Congenital Anomalies)
وهناك أشكال عديدة جداً منالتشوهات أو العيوب الخلقية الجسمية والعقلية وغيرها.
وقد ينتج العجز الخلقي عنعوامل وراثية، أو عوامل بيئية قبل الولادة. وإذا تعرضت الأم الحامل للعواملالغذائية، والبيوكيماوية، والميكانيكية، والغدّية، والإلتهابات المختلفة فقد يولدالطفل ولديه عجز ما.
ويقابل مصطلح العجز الخلقي مصطلح العجز المكتسب. ويشير مصطلح العجز المكتسبإلى حالات العجز التي لا تكون موجودة منذ لحظة الولادة وإنما تحدث في مرحلة لاحقةمن عمر الفرد بسبب المرض أو الإصابة.
وعلى سبيل المثال، فقد يولدالطفل وبصره طبيعي ولكن عينيه قد تتعرضان لاحقا لجرح مباشر أو قد تصابان بالتهابشديد فيفقد الطفل بصره جزئيا أو كليا.
وتوصف هذه الحالات منالإعاقة البصرية بأنها مكتسبة وذلك للتمييز بينها وبين الإعاقة البصرية الولاديةالتي تكون أسبابها مرتبطة بمرحلة الحمل أو الولادة مثل تعرض الأم الحامل للحصبةالألمانية مثلاً. والشيء ذاته ينطبق على حالات الإعاقة الأخرى كالإعاقة السمعية أوالإعاقة الجسمية مثلاً.
وفي العجز المكتسب يتطور شعور بالفقدان والخسارة لأن الشخص يكون قد مربخبرات ومراحل تطورية طبيعية من قبل.
ومثل هذه المشاعر تتطلبالإرشاد باستخدام أساليب محددة قد تختلف عن تلك التي يتم استخدامها مع ذوي الإعاقاتالولادية.
فالاهتمام في إرشاد ذوي الإعاقات المكتسبة ينصب على التكيف مع حالة الإعاقةوالتعايش معها.
وعليه فالشخص الذي يعاني من عجز مكتسب يحتاج إلى إعادةتأهيل (Rehabilitation) وليس إلى تأهيل (Habilitation) كما هو الحال في العجزالخلقي.
. وتشير أدبيات التربية الخاصة والتأهيل إلى وجود مضامين متباينة للعجزالخلقي مقارنة بالعجز المكتسب من حيث الأبعاد السيكولوجية بوجهخاص.
ففي حالة العجز الولادي هناك إحساس بالإختلاف عن الآخرين ولكن ليس هناكشعور بالخسارة أو الفقدان (Loss) لأن هذا الإنسان ولد وهو غير قادر على القيامبوظيفة أو وظائفمعينة.
وعليه فهو بحاجة إلى تأهيل (Habilitation) وليس إلى إعادةتأهيل (Rehabilitation) كما هو الحال في العجزالمكتسب.
Handicap الإعاقــة
الإعاقة هي النتاج التراكمي للحواجز والقيود التي يفرضها العجز على الفردوالتي تمنعه من القيام بأقصى ما تسمح به قابلياته.
فمصطلح الإعاقة يرتبطبالمواقف والاتجاهات وهو يشير إلى الصعوبات في التفاعل مع البيئة التي تفرض علىالشخص الذي يعاني من عجز في موقف معين.
والجدير بالذكر أن الأشخاصالذين يعانون من أشكال عجز مختلفة قد يصبحون معوقين ليس نتيجة العجز ذاته وإنمابسبب الاتجاهات السلبية غير البناءة والحواجز التي تحول دون مشاركتهم في الحياةالعامة للمجتمع أو الاعتماد علىأنفسهم.
وقد جرت العادة أن يغطي مصطلح الإعاقة الفئات السبع التالية: الإعاقةالسمعية (الصمم والضعف السمعي)، الإعاقة البصرية (العمى والضعف البصري)، والتخلفالعقلي، والاضطرابات السلوكية وصعوبات التعلم واضطرابات الكلام واللغة، والإعاقاتالجسمية والصحية.
Disorder الاضطراب
الاضطراب هو الاختلاف أو الانحراف الملحوظ في النمو أو في السلوك عما يعتبرطبيعياً. فالسلوك يعتبر مضطرباً إذا اختلف جوهرياً عن السلوكالطبيعي.
وغالباً ما يقترن استخدام مصطلح "الإضطراب" في أدبيات التربية الخاصةبالمشكلات الكلامية/ اللغوية والسلوكية تحديداً.
وثمة تسميات أخرى عديدةتستخدمها الأدبيات المختلفة للإشارة إلى حالات الاضطراب.
فالأدبيات الطبية تستخدمعادة مصطلح "مرضي" (Pathological).
وأدبيات علم الاجتماع تستخدم مصطلح "منحرف" (Deviant).
وأدبيات علم النفس تستخدممصطلح "شاذ" أو "غير طبيعي" (Abnormal) .
والجدير بالذكر أن جميع هذهالمصطلحات لم تعد تلقى استحساناً لما تنطوي عليه من مضامين سلبية ولأنها تعزوالاختلاف لعوامل داخل الفرد.
وعليه فإن معظم الاختصاصيين وأولياء الأمور وغيرهم أصبحوا يعارضون استخدامهاويدعون إلى استخدام مصطلحات بديلةلها.
عن الدليل الموحد لمصطلحاتالإعاقةوالتربية الخاصة والتأهيل (2008) ، الإشراف العلمي: أ. د. جمال محمدالخطيبمستشار المدينة العربية للرعاية الشاملة