تعريف التوحد
يعرف التوحد بأنه إعاقة نمائية (تطورية) شديدة تنجم عن اضطراب دماغي ويرافقها مدى واسع من المشكلات التطورية وخاصة في مجالي التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي. فمن اهم خصائص التوحد ضعف التفاعلات الاجتماعة ومهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي والسلوك النمطي التكراري والاهتمامات المحدودة جدا. وتتضح هذه الخصائص قبل ان يبلغ الطفل الثالثة من عمره. وقد يكون نمو الطفل طبيعيا في الشهور او السنوات الاولى من العمر ومن ثم يتدهور النمو فلا يعود هذا الطفل يستجيب للناس بمن فيهم والديه. وتتراوح شدة التوحد وتتفاوت اعراضه بشكل واسع، فبعض الاطفال يستطيعون الاعتماد على انفسهم في المستقبل واما البعض الآخر فيحتاج الى رعاية وإشراف متواصلين (الخطيب، 2008).
والتوحد اضطراب مربكله مؤشرات وأعراض متباينة بل ومتناقضة أحياناً. فثمة فروق كبيرة بين الأطفال اتوحديون، حيث أنهم يختلفون فيما بينهم من حيث الأنماط الشخصية، والخلفيات الأسرية، والخبرات الحياتية. ويختلف الأطفال التوحديون وبشكل ملحوظ عن بعضهم البعض من حيث القدرات المعرفية، أو الاكاديمية، أو السلوكية، أو اللغوية (الخطيب 2008). فبعض الأطفال التوحديون يعانون من ضعف عقلي شديد في حين أن أطفال آخرين يظهرون قدرات متميزة في الحساب أو في الذاكرة أو في الفن، ولكنهم يفتقرون إلى أي مهارات اجتماعية. وبعض الأطفال لا يتكلمون في حين أن بعضهم الآخر يتكلم وإن كان كلامهم غير واضح للآخرين من حولهم.
وبالرغم من أن مستويات شدة التوحد تختلف من طفل إلى آخر فإن العنصر المشترك بين الأطفال الذين لديهم توحد هو الافتقار إلى مهارات التواصل في مضمون اجنماعي. فعدم التواصل البصري، والتفكير المتمركز، حول الملموس، والعجز عن معالجة المعلومات، والمشكلات الحسية والقلق والكلام الذي لا يعدو كونه صدى لكلام الآخرين، كل هذه العوامل تعيق قدرة الطفل على المبادرة إلى بناء علاقات اجتماعية متبادلة (الخطيب 1995).
من كتاب: المدخل إلى التربية الخاصة
للأستاذ الدكتور: جمال محمد الخطيب
مستشار المدينة العربية للرعاية الشاملة
والأستاذة الدكتورة منى الحديدي.