كيف تعمل الإشارة؟
إننا ندلي بإشارات منذ فترة الطفولة المبكرة - إيماءات باليد - وسوف يستخدم
الطفل كلمات أساسية قليلة. وكلما قلنا كلمة للطفل علينا أن نجعل لها إشارة
في نفس الوقت حتى يستطيع أن يرى الكلمة وان يسمعها كذلك. وبهذه الطريقة
عندما يكون الطفل الذي لديه متلازمة داون عمره سنتين ولا يتكلم فإنه قادراً
على التعبير بالإشارة بعدد الكلمات التي ينطق بها الطفل العادي في مثل هذا
العمر. وهذا مهم جداً بالنسبة لكل الأسرة، لأن الاحباطات التي تحدث لطفل
ما عندما لا يستطيع الاتصال، قد تؤثر عليه لمدة طويلة. غير أنه عن طريق
الإشارة لن يحتاج للصراخ والصياح لتعبير عما يريد. أنه سوف يستطيع أن يخبرك
عندما يريد أن يشرب أو يريـد بسكوتا، أو أن يذهب للنوم، وسوف يستطيع أن
يثير انتباهك إلى السيارة خارج الشباك، أو للكلب الذي ينبح. وفي الحقيقة
سوف تستطيع إجراء محادثة مع هذا الطفل لأنك تستخدم إشارات وحديث، وهو
يستعمل إشارات وأصوات.
إن القدرة على استخدام الإشارات ظلت ضرورية جداً بالنسبة لبعض الأطفال وذلك
بتوضيح أي مقاطع لكلمات لا يسمعونها بدقة. فمثلاً، أم لطفله في عامها
الثاني كانت تتكلم معها بدون إشارات عن البط ، فأتت البنت الصغيرة بإشارة
قط وهذه مسألة مهمة جداً بالنسبة لشخصين. فالأم لم تتأكد فقط من أن الطفلة
لابد أنها خلطت تماماً ما كانت تحاول الأم أن تخبرها به، واستطاعت تصحيحه،
بل إنها أيضاً تعلمت بأن الطفلة لديها صعوبة خاصة في التمييز بين بعض
الأصوات ، واستطاعت مساعدتها بهذا. وبدون إشارات فان هذا الخلـط ما كان
يمكن أن يكون ظاهراً حتى تبلغ الطفلة الصغيرة الرابعة أو أكثر من عمرها،
لأن في ذلك الوقت كل أنواع الفهم الخاطئ يمكن أن تحدث. لقد رأينا كلمات
مختلفة وعبارات مختلطـة لدى أطفال مختلفين. مثلاً، بابا وباب، يد وجد.
كيف يمكن باستعمال الإشارات/الإيماءات المساعدة في تطوير الكلام؟
قليلون جداً من الأطفال لا يستطيعون أن يتعلموا التحدث مهما قدمنا لهم
المساعدة، وبالنسبة لهؤلاء الأطفال فإن الإشارة قد تكون الوسيلة الوحيدة
التي يستطيعون بها أن يتكلموا معنا. ولكـن معظم الأطفال يتكلمون والإشارة
لا توقفهم عن التكلم بالطريقة العادية طالما ظللت تكلمهم دائماً بنفس
الطريقة .وتشجعهم على الكلام - بنفس الطريقة التي تستخدمها مع أي طفل آخر.
أن الإشـارات تستخدم فقط كجسر للتطور حتى تستطيع مواهب الطفل في الاتصالات
أن تواصـل التطور والنضوج في الوقت الذي يجد فيه الطفل أن من المستحيل أن
يقول الكلمات الحقيقيـة على الرغم من أن لديه الكثير الذي يريد أن يقوله.
وفيما يتطور كلام الطفل، فسريعاً ما يتعلم أن الكلام يمكنه أن يفعل الكثير
بالنسبة له أكثر من الإشارات، وحالما يجعل من نفسه مفهوماً، فانه سيتخلص من
طريقـة الإشارات. وهذه في الحقيقة يمكن أن تساعد الطفل على تطوير كلامه،
لأنك قد لا تفهم محاولات الطفل الأولى بالكلمات - ونغمة عضلات الطفل
الضعيفة تعني أن لديه صعوبة حقيقية في نطق الكلمات. ولكن إذا كان الطفل
يستخدم الإيماءة والإشـارة عند كلامه فإنك ستعرف ما يحاول قوله، وسوف
تستطيع مساعدته في أن يقول الكلمات بوضوح أكثر.
متى يتخلص الطفل من الإشارات؟
عندما يكون كلام الطفل كافياً جداً لأن يجعل من نفسه مفهوماً. والأطفال
العاديين يختلفون كثيراً في السن التي يستطيعون فيها ان يجعلوا من أنفسهم
مفهومين - وهذا يتراوح من 18 شهراً حتى أربع سنوات أو أكثر. لقد وجدنا بعض
الأطفال يتخلصون من الإشارات بمرور الوقت أو قبل سن الخامسة، إلا ان معظم
الأطفال يحتاجون استخدام الإشارات من وقت لآخر لبعض السنوات.
هل التلويح بذراعينا في الهواء إلى بعضنا البعض يمكن أن يعطي وضوحاً أكثر لطفلي؟
لن تكون ملوحاً بذراعيك في الهواء. وحتى الإشارات فإنها ليست جزءاً من
الإيماءة الطبيعية، وغالباً ما تكون قريبة جداً إلى الجسم وغير ملفتة
لأنظار الآخرين. وفي الحقيقة فإن بعض الناس قد ينظرون إليك عن قرب أكثر إذا
كنت تؤشر إلى طفلك عندما تشرح شيئاً ما، إلا ان الأمهات يخبرننا بأن معظم
الناس ينظروا إليك بالإعجاب وليس كانتقاد . وربما يبدءون حتى في استعمال
الإشارات هم أنفسهم لكي يتحدثوا إلى الأطفال انهم عادة يندهشون .وتثار
عواطفهم عندما يرد الطفل بإشارات.
هل تحتاج ان تكون خبيراً؟
لا. ففي الأيام الأولى تحتاج فقط معرفة إشارات الأشياء المهمة لطفلك كما
جاء شرحه في الكتيـب انظر وقل. فالطفل يحتاج أن يتعلم كلمات بسيطة وقليلة
عن رفعه أو وضعه، عن وقت النوم، ووقت الحمام، والطعام والشراب، وعن أفراد
الأسرة. فهذه أشيـاء مهمة بالنسبة له، والإشارات المتعلقة بها سهلة
وطبيعية. ويمكنكما مع بعضكما البعض ان تكونا مجموعة صغيرة من الإشارات التي
يستطيع كلاكما فهمها. وأنت فقط ستضيف بالتدريج أشياء جديدة عندما تثير
اهتمام طفلك - قطط، أشجار، بط وهاتف الخ.
أخيراً فإن الطفل يظل محتاجاً إلى كلمات تساعده على أن يكون الجمل الخاصة به وكلماته الخاصة مثل فلنذهب وهذا لي.
إذا كانت هناك فرصة لأن يتعلم الطفل الكلام ، فلماذا القلق باستخدام الإشارات؟
كمـا قلنا من قبل، فإن بعض الأطفال المحظوظين قد يتعلمون الكلام بدون صعوبة
كبيرة، إلا ان هناك أكثر منهم من الذين يصارعون حتى يحققوا كلاماً جيداً
في عمر من المفترض ان يمضوا فيه إلى أشياء أخرى. وليس الكلام فقط هو المهم
في حد ذاته، ولكن أيضاً فقدان وسيلة الاتصال لسنوات طويلة تسبب إحباطا
شديدا، وقد تكون مدمرة للطفل والأسرة
ماذا عن بقية الأسرة والناس الآخرين ؟
هل سيؤثر ذلك على الطفل إذا لم يستطيعوا الإشارة إليه؟
عادة ما تكون أم الطفل هي التي تؤشر له أكثر لأنها تهتم بأن تكون معه أكثر
من أي شخص آخر وهما الاثنان ينشئان تدريجياً الإشارات بينهما،ويكون لطيفاً
جداً عندما يلتحق أفراد الأسرة الآخرون بهما أيضا.
وفـي الحقيقة فإن طفلك بالتأكيد لن يأخذ الكثير من أشخاص لا يؤشرون له
مثلما يأخذ من الذين يؤشـرون له، غير أن الأطفال يتعلمون سريعاً جداً أن
بعض الناس يستخدمون الإشارات والبعض لا يستخدمهـا. لهذا فالأكثر أهمية هو
ان تعلم طفلك ان يلاحظ التعبيرات الصادرة من أي شخص الكثير من المدارس
الخاصة تستخدم الإشارة لمساعدة ممن ليه صعوبة فيالكلام، وللزيادة يمكنك
الرجوع إلى ماكاتون
ماذا إذا ذهب الطفل إلى اللعب في مجموعة ؟
هل يعتقد الأطفال الآخرون بأنه غريب؟
لا. ففيما يتعلق بالأطفال الآخرين، فان الإشارات التي يستخدمها طفلك هي
إيماءات طبيعية. فعادة ما يستعملونها هم أنفسهم حتى يجعلوا اللغة مفهومة
ومن جانبه فان طفلـك سيدرك بسرعة بأن الأطفال الآخرين ليسوابالمؤشرين، وسوف
يقبل هذا.
هل يجد الكل أنه من السهل أن يؤشروا إلى أطفالهم؟
لا. فبعض الأمهات يشعرن بعدم الراحة في استعمال الإشارات في وقت مبكر. خاصة
لأن هذا يتعارض مع كثير من الأجناس، فنحن الإنجليز لا نستخدم أيدينا
كثيراً عندما نتكلم. وقليل من الوالدين لا يشعران أبداً بالراحة بالنسبة
للإشـارة. لهذا ومن المهم جداً ان تشعر بالراحة والاسترخاء مع طفلك، وإذا
كان التأشير يجعلك تشعر بالتوتر أو عدم الراحة فتخل عنه فكثيراً من
الوالدين يشعران بالغرابة والشذوذ عند استخدام الإشارة ويختفي هذا الشعور
عندما يبدأ أطفالهما رد إشاراتهم، ثم تصبح الإشارة شيئاً ممتعاً للجميع
منقول