التلعثم وعدم الطلاقة عند من لديهم متلازمة داون
عـــنـــاصـــر الـــمـــوضـــوع الأســـاســـيـــة:
أولاً: مقدمة ومفهوم التلعثم.
ثانياً: بدء وإنتشار حدوث التلعثم.
ثالثاً: أسباب التلعثم "نظريات مفسرة لحدوثه".
رابعاً: أساس مشكلة التلعثم والعوامل المعجلة لحدوثه.
خامساً: الصورة الإكلينيكية للتلعثم.
سادساً: مراحل تطور التلعثم.
سابعاً: علاج التلعثم.
التلعثم
مقدمة:
يعتبر الكلام احدي النعم التي وهبها الله إيانا وقد تحدث بعض الاضطرابات التي تؤثر على الكلام ومن أهم هذه الاضطرابات هو التلعثم "التهتهه" الذي يصيب عدد كبير من أفراد المجتمع ( نسبة حدوثه 1% ).
تعريفه:
التلعثم هو عدم انسياب الكلام اى أن السياق الطبيعي للكلام يكون مختلا بحدوث تكرار لأصوات أو مقاطع من الكلمة أو في بعض الأحيان يحدث تكرار للكلمة كلها كما تحدث أطالات لبعض الأصوات داخل الكلمة أو وقفات مع وجود انشطار داخل الصوت الواحد.
بدء حدوث التلعثم:
قد يحدث التلعثم في سن مبكرة عند بدء تكوين الأطفال لجمل كلامية أما عن أقصى سن لحدوث التلعثم فهو يتراوح بين 7 إلى 13 سنه. وعادة يحدث التلعثم في سن ما قبل المدرسة.
نسبة حدوث التلعثم بين الإناث والذكور:
تزيد نسبة التلعثم فى الذكور عن الإناث ( 3 أو 4للذكور الى 1 للإناث ).
هل هو مرض وراثي ؟
من الظواهر الملحوظة فى التلعثم هي زيادة فرصة حدوثه بين إفراد العائلة التي يوجد بها تاريخ لإصابة احد أفرادها بالتلعثم بين إفرادها. وقد وجد إن نسبة حدوث التلعثم فى العائلات التى لم يوجد فيها تاريخ لحدوث التلعثم فكانت النسبة حوالي 0.5% مما يعضد وجود عامل وراثي فى حدوث التلعثم.
أسباب التلعثم
تعددت الآراء حول تفسير سبب التلعثم فقد ظهرت عدة نظريات لتفسير سبب حدوثه ومع ذلك مازال سببه غامضا. ومن هذه النظريات:
1- النظرية العضوية : وهى تشمل :
السيادة المخية
تلعب السيادة المخية دورا هاما فى النظرية العضوية لتفسير التلعثم . يعتبر الفص الأيسر من الدماغ المسئول الرئيسي عن التحكم المركزي للغة فى كل الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى ولذلك بسمي الفص السائد . اما الفص الأيمن فيسمى الفص غير السائد . فإذا حدثت إصابة فى الفص السائد خاصة فى القشرة الدماغية فمن الضروري إن تتأثر اللغة تبعا لذلك .
2- النظرية العصابية لتفسير التلعثم :
من النظريات التى وضعت لتفسير التلعثم هى النظرية العصبية . وقد ارجع فرويد1966 التلعثم الى انه مرض عصبي ينشا نتيجة لعوامل الضغط النفسي من أهمها تجربة . فشل التحدث مع الآخرين . وقد راى فان رايبر 1971 ان اى إعراض عصبية فى التلعثم ماهى إلا نتيجة لعملية تعليمية . اى هذه الإعراض تعتبر كوسيلة دفاعية يتعلمها المتلعثم عندما يشعر بإحباط او اضطهاد من المجتمع عند حدوث التلعثم . وفى بادئ الأمر تكون هذه الإعراض العصبية وسيلة لتقليل التلعثم ولكن فى النهاية تصبح سمه من سماته.
3- النظرية التعليمية:
يطلق على هذه النظرية نظرية التعلم والاكتساب حيث تعرف التلعثم بأنه سلوك مكتسب من البيئة حيث يظهر طبيعيا فى عمر سنتين ونصف أو ثلاث سنوات ويكون تلعثما طبيعيا للطفل الذي يريد أن يسود بيئته لكلامه فيكون مثل من يحاول الجري قبل ان يتلعثم المشي فسوف يسقط بالتأكيد وكذلك التلعثم فعندما يستمع الأهل لتلعثم طفلها وهو للعلم يكون طبيعيا فى هذه المرحلة ويحاولون أصلاحه بلفت نظر الطفل له وبطريقته الخطأ فى الكلام ويكون الطفل غير مهيأ لمجابهة هذه المشكلة فيستمر معه التلعثم وتتفاقم المشكلة عندما يشعر الطفل ان أهله غير راضيين عن محاولاته للكلام فيرضيهم بالصمت بالرغم من رغبته فى الكلام ويتولد بداخله خوف من الكلام.
أساس مشكلة التلعثم:
هو خوف الطفل من الكلام فهو يكون تلميذا عبقريا ولكنه يخاف إن يتلعثم فى الفصل ويخاف القراءة او الإجابة إمام زملائه حتى لا يتعرض لسخريتهم او تعليقاتهم الجارحة التى تؤذى مشاعره وتزيد من مشكلة التلعثم لديه واقسي شيء للطفل ان تكون هذه السخرية صادرة من اقرب الناس إليه وهم والديه وإخوته . وقد يظن المدرس - الذي لا يعرف إن هذا مرضا - فى ان الطفل يتلعثم لأنه لم يذاكر الدرس جيدا وهو فى الحقيقة غير ذلك .
الخوف :
يعتبر الخوف من أهم الأشياء التى يشعر بها المتلعثم ويختلف شعور الخوف من مريض الى أخر وفى نفس المريض من وقت لأخر . وقد يكون سبب الخوف هو رد الفعل الذي ينتظره المريض من المستمع سواء برفضه كلامه، او يكون الخوف نتيجة لتوقع المريض العجز عن عدم قدرته على الكلام بلباقة ، والكلام هو وسيلة الإنسان للتعبير عن الذات .
بعض العوامل التى تعجل بحدوث التلعثم لدى المريض :
من أهم العوامل الشائعة التى تعجل بحدوث التلعثم هو طبيعة المستمع فمعظم المصابين بالتلعثم يخشون التحدث إمام الناس ذوى السلطة او إمام أساتذتهم ومدرسيهم . وبعض المواقف تزيد من حدوث التلعثم عندما يكون المريض خائفا او يعانى من قلق ورهبة متزايدة وقد يظهر ذلك إثناء الامتحانات او التقدم لإجراء مقابلات لأول مرة، كذلك إثناء استخدام التليفون وأمام الجنس الآخر. لذلك نجد ان المتلعثم يفضل ان يحصر صداقته فى عدد محدود من الأشخاص لا يزيد عن ثلاثة أشخاص وغالبا يكون لديه صديق واحد فقط يتحدث أمامه بدون خجل من مشكلة تلعثم . لذلك نجده يتجنب عقد صداقات جديدة ويخشى ان يتواجد فى مواقف تستدعى منه ان يتكلم او يعبر عن أفكاره ونجده يخشى الحديث فى التليفون او الذهاب لشراء اى شيء يحتاجه بل يفضل العزلة والوحدة ولا يميل الى اتخاذ مواقف جديدة او ايجابية وبخاصة أمام مجموعات . ونجد عند بعض الأطفال ان التلعثم مرتبط بالفصل الدراسي او مرتبط بشخص معين قد يكون والده او احد مدرسيه . وغالبا ما يوجد لدى المتلعثم خوف من كلمة معينة او حرف معين وغالبا هذه الكلمات يكون فيها حروف اسمه هو.
التوتر:
ينشا التوتر خاصة عندما يكون الاحتياج لشيئين متضادين متساويين وينتهي هذا التوتر عندما يزيد الاحتياج لشيء عن الأخر.
الصورة الإكلينيكية للتلعثم
تختلف الصورة الإكلينيكية للتلعثم من مريض الى أخر وحتى فى نفس المريض يمكن تغيرها من وقت الى أخر.
الصفات العلنية :
يستخدم المريض بالتلعثم البسيط كلمة "اه" كمحاوله لتأجيل او مقاطعة او تطويل الكلام . أما مع شدة الخوف والتوتر تظهر الحركات اللاإرادية وصعوبة التنفس وانخفاض حدة الصوت .
تتلخص الصورة العلانية فى النقاط التالية :
1- الوقفات :
عادة ما يشعر المتلعثمون ان الوقفات هى مشكلاتهم الرئيسية . وتشير عبارة "الوقفة" او "وقفات التلعثم" الى الانسداد الوقتي فى مجرى الهواء ويحدث هذا الانغلاق فى الحنجرة حينما تكون الثنايا الصوتية الحقيقية والكاذبة مقتربة اقترابا شديدا . فى هذه الحالة يقوم المتلعثم بانقباض لقفصه الصدري وضغط البطن بشدة لكي يدفع الهواء بشدة كمحاولة منه للتغلب على هذه الوقفة . ويمكن ان تحدث الوقفة داخل الفم خلف اللسان او أمامه محدثه انسداد شديد الإحكام وحاجز ضد تدفق الهواء او الصوت . وفى الحقيقة الأمر يعتبر المتلعثم هو المسئول الرئيسي عن حدوث هذه الوقفة ولكن بطريقه لا إرادية.
2- محاولات للتغلب على الوقفات :
معظم هذه المحاولات هى عبارة عن هزات مفاجئة فى الرأس والجسم وحركات بالقدم واليد او شهيق او تعبيرات بالوجه .
3- الانخفاض الشديد فى حدة الصوت :
يعتبر الانخفاض الشديد فى حدة الصوت من الإعراض التى تظهر فى الحالات الشديدة من التلعثم . فإثناء نطق بعض الأصوات المجهورة والأصوات المتحركة يحدث انغلاق فى الحنجرة بما فى ذلك الثنايا الصوتية الحقيقية والكاذبة . وبينما يكافح ويجاهد المريض لنطق هذا الصوت يحدث ارتخاء للحنجرة وبذلك يستطيع نطق الصوت . ويكون الانخفاض الشديد فى حدة الصوت فى بادئ الأمر غير منتظم وقصير ولكن فى النهاية يصبح مستمرا.
3- سلوك التفادي :
يلجا معظم المتلعثمون بعد فترة من الإحباط والشعور بالرفض الاجتماعي والخوف الاجتماعي الى اى شيء لمنع التلعثم . فهم يحاولون ابتكار وسائل وأساليب لتفادى حدوث التلعثم .
التغيرات الفسيولوجية المصاحبة :
يعتقد ان التغيرات الفسيولو جية المصاحبة للتلعثم تظهر نتيجة للقلق والتوتر والانفعالات النفسية الزائدة .
حركة التنفس :
تظهر تغيرات كثيرة فى التنفس إثناء حدوث التلعثم منها :
تضاد فى حركة البطن والصدر أثناء التنفس ،تنفس غير منتظم ، تطويل الشهيق او الزفير ، توقف كامل للتنفس ، حدوث شهيق أثناء الزفير ، محاولة الكلام أثناء الشهيق.
حركة العين :
تحدث حركة العين المصاحبة للتلعثم غالبا أثناء الوقفات.
الدورة الدموية :
تحدث التغيرات فى الدورة الدموية أما أثناء الكلام او قبل بدء الكلام . وهى تكون فى صورة سرعة فى دقات القلب او سرعة النبض .
رعشات التلعثم :
تعد رعشة العضلات إثناء الكلام احد الصفات البارزة لحالات التلعثم الشديدة حيث يحدث تذبذب فى الشفاه والفك واللسان والعضلات الخارجية للحنجرة بصورة منتظمة.
تطور التلعثم
تختلف الصورة الإكلينيكية للتلعثم فى المرحلة الأولية عنه فى مرحلته المكتملة سواء عند الأطفال او البالغين . وقد اختلفت الآراء حول تقسيم مراحل تطور التلعثم .
فقد اطلق بلوميل 1932 اسم التلعثم الابتدائي على المرحلة الأولية من المرض . ولاحظ ان فى المرحلة يتميز التلعثم بوجود تكرار فى الكلمات او المقاطع ويمكن ان يختفي هذا التكرار لمدة شهور او سنوات ثم يظهر مرة اخرى . اما
التلعثم الثانوى فيتميز بخوف من كلمة او من صوت او من موقف معين مع وجود محاولات لإخفاء التلعثم مثل البحث
عن مرادفات للكلمة او استخدام كلمة معينة فى بدء الكلام . وقد لاحظ بلوميل ان هذه المرحلة تظهر بعد مرور عدة
سنوات من المرحلة الاولية ولكن يمكن ظهورها فى سن مبكر اذا شعر الطفل بتلعثمة و اصبح يسبب له مشكلة فى تعامله مع الاخرين.
- قسم بلادشتين 1969 تطور التلعثم الى 4 مراحل معتمدا على رد فعل التلعثم الي .
المرحلة الأولى :
وتتميز هذه المرحلة بالاتى .
- يحدث التلعثم غالبا بصورة عرضية . كما تحدث خلال هذه الفترة نسبة كبيرة من الشفاء التلقائى
- يتلعثم غالبا الطفل عندما يثار او يغضب او حين يتعرض الى الضغط النفسى .
- يكون اغلب العرض فى الصورة تكرار غالبا ما يكون فى المقاطع الاولية للكلمة وأحيانا فى كل كلمة
- يحدث التلعثم فى بداية الجملة
- غالبا يحدث التلعثم فى الكلمات ذات المقاطع الصغيرة مثل الضمائر ، حروف الجر ، أدوات الربط ، وبذلك
يكون التلعثم فى الصورة تكرار الكلمة مثل : " هو " ، " انا " ، " زى " ، " و" .
- ل ايدرك الطفل انه يتلعثم ولا يصف نفسه كمتلعثم .
منقوووووووووووووووووول