العطار وما أفسدته هشاشة العظام
د. محمد الشاكر *
يأتي اليوم العالمي لهشاشة العظام 20 اكتوبر
2011 في ظل الاهتمام المتزايد بصحة العظام وقوتها لدرء ما قد يعتريها من
كسور، أثبتت الدراسات أن خطورتها لا تقتصر على الفرد بل تتعداه لتطال مختلف
الدوائر المحيطة به على مستوى العائلة أو المجتمع، وهذه الخطورة تتشعب
لتنال من الحالة الصحية للمصاب بما تؤدي إليه من آلام مختلفة وتشوهات
متعددة وربما كانت السبب في مضاعفات قد تودي بالحياة، متستنزفة الموارد
المالية للفرد والعائلة، ولعل الأجدر توجيه جزء يسير منها للوقاية ومنع
شرور هذا المرض واعادة توجيه الجزء الأكبر إلى حقول أخرى صحية كانت أو
تنموية.
وقد كان لتظافر جهود المهتمين بهشاشة العظام عالمياً وقارياً ومحلياً
أثر بالغ في وضعنا على بداية طريق معرفة كنه هذا المرض وسبر أغواره، ونحن
على إدراك تام أن ما تم على الرغم من أهميته لا يعدو كونه الخطوات الأولى.
فمنذ سنوات قلائل لم نكن نعرف ما هي هشاشة العظام وكنا نظن أن ما يعتري
العظام من ضعف ووهن هو نتيجة حتمية لتقدم العمر.. واليوم أصبح لهذا المرض
تعريف وتشخيص واعراض وعلامات واجهزة تكشف عنه وتحاليل تدل عليه، بل وأصبح
لدينا اليوم عقاقير تحد من تقدمه وتمنع عواقبه وربما نجحت في اصلاح بنية
العظام المتهتكة واعادة جزء مما تآكل منها وتساقط بسبب الهشاشة. وهنا
نتساءل: هل أصبح في يد عطار زماننا الوسيلة الناجعة لكي يصلح بإذن الله ما
أفسد الدهر.
* الجمعية السعودية لهشاشة العظام
منقول