قيمة الوسيلة التعليمية للكفيف:
لا يمكن للخبرات والمهارات أن تتحقق بصفة مثمرة ومفيدة للطفل إلا إذا كانت حقيقية وواقعية وكانت نتيجة تطبيق فعلي أو مشاهدة أو سماع أو تذوق أو لمس بحيث تحدث في نفسه وعقله وتفكيره وسلوكه آثرا وتفاعلا يوجهانه تبعا لمقتضيات الظروف المحيطة به.
وتأسيساً على هذا تصبح الوسيلة التعليمية من أهم العناصر التي تساعد على تحقيق أهدافها وخاصة بالنسبة للمكفوفين، وتعتبر الوسيلة التي تستجيب لأكثر من حاسة واحدة عظيمة الآثر والفاعلية، وهذا الأمر ليس جديدا بل هو قديم قدم العمل التربوي نفسه، وفي معاهد المكفوفين تعتبر الوسيلة التعليمية أكثر ضرورة واشد احتياجا منها في المعاهد العادية، إذ تعتبر الوسيلة التعليمية النصف الآخر لضمان نجاح العملية التعليمية حيث يصعب شرح درس في الجغرافيا مثلا. دون خريطة بارزة أو شرح درس في العلوم دون نموذج لموضوع الدرس، بل ربما تعتبر الوسيلة التعليمية في معاهد وبرامج المكفوفين هي كل شيء بالنسبة
للكفيف، ومن هنا تبرز أهمية ودواعي وجود وتوفير الوسيلة في معاهد المكفوفين حيث تعتمد عملية التعلم على نوع مصادر الإدراك الحسي وقوتها وشدتها ومداها.
وعند تعريض الكفيف كليا للخبرات التربوية فأنه لا يجب أن يكتفي بالخبرات التي يتعرض لها الطلاب المبصرين، بل لابد أن يتعرض لخبرات خاصة وبوسائل وأدوات وأجهزة خاصة لهذا فإنه عند تعليم المكفوفين كليا يجب توفير الأجهزة والأدوات السمعية واللمسية التي تيسر على الكفيف فهم الموضوعات الدراسية والتفاعل معها.
أما بالنسبة لضعاف البصر، فهناك أيضا اعتبارات أساسية ينبغي مراعاتها، وخاصة إنهم يمتازون على المكفوفين كليا بالقدرة على اكتساب الخبرة البصرية بأنفسهم إذ ما توافرت الوسائل المساعدة، ولهذا عند تعليمهم يجب مراعاة ألوان الجدران والأسقف والأرضيات التي يرتاح إليها ضعيف الأبصار والتي تساعده على الرؤية بشكل واضح، مع توفير المعينات اللازمة للقراءة والكتابة مثل المكبرات والمقربات وأجهزة وشاشات القراءة الفردية، مع الاهتمام بالإضاءة المركزية في الفصل بحيث لا تكون ساطعة أو متوهجة وأن لا تكون أشعة الشمس مباشرة في الفصل، كما يجب أن يتوافر مصدر ضوء فردي لكل طاولة من الطاولات التي يجلس عليها الطلاب ضعاف الأبصار في الفصل، كما ينبغي توفير الأدراج أو المكاتب القابلة للتعديل بحيث يمكن التحكم في ارتفاعها وزاوية ميلها بما يتلاءم مع طبيعة إبصار ضعيف الأبصار (مراد ،1426هـ ، سيسالم ، 1988م)
النشاط الفني :
الأنشطة الفنية المختلفة ما بين رسوم تشكيلية معبرة واشغال وحرف يدوية مختلفة يمكن أن يتحقق من خلالها أهداف تعليمية وترفيهية وتأهيلية حتى تجعل من هؤلاء الأطفال المعاقين عناصر إنتاج وإبداع يتفاعلون مع المجتمع بدلا من المشاركة السلبية، بالإضافة إلى أن النشاط الفني يدخل البهجة والسرور في الأطفال المعاقين. ( نشرة التأهيل ، 1422هـ)
دكتور محمد حامد إمبابي مراد
أستاذ مساعد ، قسم التربية الخاصة- كلية التربية جامعة الملك سعود- الرياض